غزة: طالبت ثلاث مؤسسات حقوقية فلسطينية بالتحقيق في ظروف استشهاد الطفلتين سعاد وأمل عبد ربه برصاص جيش الاحتلال خلال المحرقة “الإسرائيلية” في قطاع غزة، مؤكدة ارتكاب جرائم حرب. ولفتت المنظمات الثلاث “عدالة”، “الميزان” و”الحق”، في بيان مشترك، إلى أن جيش الاحتلال واصل في الأشهر الأخيرة إنكار الشبهات بقيام جنوده وضباطه بتنفيذ جرائم حرب أثناء المحرقة. وقال “عدالة” إنه بعث رسالة مفصلة، أمس، إلى المستشار القضائي للجيش والمستشار القضائي لحكومة الاحتلال، طالبهما فيها بفتح تحقيق في تنفيذ جرائم حرب ضد عائلتين من عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا. واعتمدت المحامية فاطمة العجو من “عدالة” على الشهادات والإفادات المشفوعة بالقسم التي جمعها مركز الميزان ومؤسسة الحق. وبحسب الإفادات استجاب أبناء عائلة عبد ربه إلى نداء الجيش الذي أمرهم عبر مكبرات الصوت بالخروج من منازلهم. الأب خالد عبد ربه (32 عاماً)، الأم كوثر (30 عاماً)، الجدة سعاد (54 عاماً)، والبنات: سعاد (9 أعوام)، سمر (5 أعوام) وأمل (3 أعوام). ويتضح من الشهادات أن الأب، الأم، الجدة والبنت الكبرى كانوا في المقدمة وهم يلوحون بأعلامٍ بيضاء. وعند خروجهم رأى أفراد العائلة دبابة على بعد أمتار منهم يطل منها جنديان.. وقف أبناء العائلة دقائق يلوحون بالأعلام البيضاء حتى يسمح لهم الجنود بالعبور إلى وسط بلدة جباليا.. وفجأة، خرج من الدبابة جندي ثالث وصوب سلاحه الرشاش باتجاه العائلة وبدأ يطلق النار ما أدى لإصابة البنات الثلاث والجدة التي انسحبت إلى المنزل فيما نقل الأب والأم البنات الجريحات إلى داخل المنزل. وسرعان ما لاحظ الوالدان أن إصابة بناتهما خطيرة جداً، وفهما أن اثنتين منهما فارقتا الحياة وأن الثالثة تلفظ أنفاسها الأخيرة. ووسط بركة دماء بدأ الأب والأم بالصراخ طلباً للنجدة والمساعدة لكن أحداً لم يحضر. في البيت المجاور لبيت عائلة عبد ربه يسكن سميح الشيخ الذي يعمل كسائق سيارة إسعاف. عند سماع الصراخ بعد إطلاق النار لبس سميح وابنه صائب زي المسعفين وحاولا الوصول بسيارة الإسعاف إلى بيت عبد ربه لكن الجنود منعوهما. بعد محاولات عديدة ومضنية نجحت العائلة في نقل البنات الثلاث والجدة إلى المستشفى. هناك أعلنت رسمياً وفاة سعاد وأمل، فيما نقلت سمر للعلاج خارج البلاد وهي تعاني من إصابات بالغة وشلل نصفي. وبعد انتهاء المحرقة، عادت عائلة عبد ربه وعائلة الشيخ إلى بيوتهما في عزبة عبد ربه ووجدوا أنها دمرت بالكامل.