وصل جثمان رئيس جبهة العمل الاسلامي الداعية الدكتور فتحي يكن الى مسقط رأسه في طرابلس، بعد ان شيع صباح الاحد من امام مستشفى اوتيل ديو في بيروت. موكب التشييع الذي وصل الى جامعة الجنان في طرابلس بمواكبة امنية مشددة كان بانتظاره حشد كبير من المواطنين واعضاء من الجبهة، حيث حمل الجثمان على الاكف، وسجي في مبنى الجامعة بانتظار الانتهاء من التحضيرات اللازمة لمراسم التشييع حيث سيوارى الثرى عند الخامسة عصرا بتوقيت بيروت، بعد ان يصلي على جثمانة في مسجد تينال بطرابلس، بوصول الجثمان الى عاصمة الشمال توافدت الشخصيات الوزارية والسياسية والحزبية من بينهم وفد من حزب الله لتقديم واجب العزاء الى اعضاء جبهة العمل الاسلامي. وقد غيب الموت الداعية يكن عصر السبت عن ستة وسبعين عاما بعدما تعرضت لالتهابات حادة في رئتيه. الداعية الدكتور فتحي يكن سياسيٌ ورجلُ علمٍ ودين. من مؤسسي الحركة الاسلامية في لبنان منذ خمسينياتِ القرن الماضي. تدرجَ في مواقعَ حركيةٍ وسياسية وركزَ على مشروع الوحدة الإسلامية. الداعية فتحي يكن أو الأستاذ فتحي محمد عناية من مواليد طرابلس في التاسع من شباط فبراير عام الف وتسعمة وثلاثة وثلاثين هو سياسي ورجل دين لبناني وهو من أصل تركي. انخرط في العمل الإسلامي في لبنان منذ الخمسينيات وكان من الرعيل الأول بين مؤسسي الحركة الإسلامية في لبنان، والتي نشأت في عقد الخمسينيات كامتداد لصحوة الإخوان المسلمين. أصبح ولمدة ثلاثين عاماً أميراً ثم اميناً عاماً للجماعة الاسلامية وذلك منذ العام اثنين وستين وحتى اثنين وتسعين. انتخب عضوا في البرلمان اللبناني عام الف وتسعمة واثنين وتسعين.
تولى مبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة بين حكومة السنيورة وأحلافها والمعارضة وبصفته احد ابرز اركان المعارضة الوطنية اللبنانية أمّ المصلين من المسلمين السنة والشيعة في مشهد قل نظيره في لبنان والقى خطبة الجمعة في أضخم تجمع للمعارضة يوم الجمعة في الثامن من كانون الاول ديسمبر عام الفين وستة والتي دعا فيها الى وحدة المسلمين سنة وشيعة بوجه المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد لبنان لاسيما من العدو الاسرائيلي. حائز الدكتور يكن الذي كان يفضل لقب الداعية الاسلامي على دبلوم في الهندسة الكهربائية من كلية اللاسلكي المدني في بيروت. ودكتوراه شرف في الدراسات الاسلامية واللغة العربية.
متزوج من منى حداد واسس معها جامعة إسلامية خاصة ( جامعة الجنان في طرابلس )، وله أربع بنات وولد. عرف الداعية يكن بمواقفه الداعمة لحركات المقاومة في لبنان والعالمين العربي والاسلامي وهو اعتبر ان انتصار تموز عام الفين وستة انتصار للبنان والامة اجمع وللسنة قبل الشيعة لأن في الأساس المشروع المقاوم والمشروع المجاهد ليس في لبنان فحسب وإنما في العالم. لم يقتصر دور الداعية يكن على تقريب وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين بل لعب ادوارا مهمة على المستوى الاقليمي فكان وسيطا بين الاخوان المسلمين في سوريا والرئيس السوري بشار الاسد كما لعب دور الوسيط بين سوريا وتركيا بين عامي ثمانية وتسعين وتسعة وتسعين اثر الازمة التي نشأت بينهما. للداعية يكن الكثير من المؤلفات الاسلامية من ابرزها "كيف ندعو إلى الإسلام؟ -"نحو حركة إسلامية عالمية واحدة. "-ماذا يعني انتمائي للإسلام؟