برلين(ا ف ب)الفجرنيوز:قاومت المانيا الجمعة ضغوط الحلف الاطلسي والولايات المتحدة الرامية الى اشراكها بشكل مباشر في المعارك الجارية في جنوب افغانستان تحت طائلة التسبب بصراع حاد في الحلف الاطلسي. وفي موازاة الراي العام الالماني الذي يزداد عدائية تجاه وجود الجيش في اقليم هيندو كوش تلقت برلين طلبين منذ الاسبوع المنصرم بهذا الخصوص. احد المطلبين وصل من واشنطن ويريد من الجيش الالماني الانضمام الى صفوف المقاتلين عوضا عن الانشغال بادارة اعادة الاعمار في الشمال. وتلقى وزير الدفاع الالماني فرانتز يوزف يونغ من نظيره الاميركي روبرت غيتس رسالة تحث المانيا على ارسال قوات الى جنوبافغانستان حيث تدور معرك دامية بين التحالف الدولي وحركة طالبان. واكد دبلوماسي في الحلف الاطلسي في بروكسل ان الرسالة اتت بصورة "نداء عاجل". وقال الوزير الالماني "اعتقد اننا نقدم مساهمة كما نصت المهمة المناطة بنا" مشيرا الى ان التفويض لا ينص على انتشار في جنوبافغانستان. واوضح "اعتقد ان علينا الابقاء على اولوياتنا" في شمال البلاد. وافادت صحيفة "سوداتش زايتونغ" في عدد الجمعة ان رسالة غيتس كانت ذات لهجة "شديدة غير معتادة". وفي رسالته "دعا غيتس المانيا الى ارسال وحدات ومروحيات وقوات قتالية كالمظليين". واكدت الصحيفة انه تحدث عن ضرورة ارسال 3200 جندي من بينهم عدد غير محدد من الالمان ليحلوا محل جنود اميركيين "بحلول الخريف". اما المطلب الثاني الوارد من الحلف الاطلسي رسميا الى برلين فصده اكثر صعوبة حيث يريد من المانيا نشر قوة رد سريع في شمال افغانستان لتحل محل القوات النروجية. وهذه المهمة مشمولة في التفويض الاصلي ما يصعب رفضها على الرغم من الخطر المحدود للدخول في اشتباكات على ما ترى اوساط الدفاع الالمانية. ويبدو ان رسالة غيتس كان لها وقع المفاجأة وصرح الناطق باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة "وصولها باغتنا لان التزام الجيش الالماني في اطار التفويض الحالي (...) كان محط اشادة في كافة اللقاءات التي اجريناها مؤخرا مع المسؤولين الاميركيين". وقال اولريتش فيلهلم "لطالما صرحنا ان (...) مضمون التفويض ليس موضع نقاش" مشددا على "اننا لا نفكر في الحكومة الالمانية بالتعديل". ويتخذ القادة الالمان موقفا دفاعيا لا سيما مع اقتراب موعد اجتماع 26 وزير دفاع في الحلف الاطلسي الاسبوع المقبل في فيلنيوس ناهيك عن تعرضهم لا لضغوط الاميركيين فحسب بل الكنديين ايضا في الاتجاه نفسه. غير ان الراي العام الالماني المسالم لا يرغب في رؤية جنوده يعودون في النعوش. واكد حزب اليسار المتطرف "لا غوش" ان "افغانستان تحتاج الى مساعدات انسانية لا الى جنود". ومنذ نهاية 2001 قتل 25 جنديا المانيا جراء اعتداءات او حوادث في افغانستان لكن الهجمات تفاقمت في الاشهر الاخيرة على قواعد المانية في منطقة شمالية لم تعد امنة على ما كانت. وبالتالي فليس واردا لدى حكومة ميركل ان تمنح جيشها تفويضا جديدا يسمح بالتدخل في الجنوب. ويشير الخبراء العسكريون تكرارا من جهة اخرى الى ان المانيا تاتي في المرتبة الثالثة من حيث عديد جنودها في قوات الحلف الاطلسي في افغانستان البالغ 3200 عنصر (من اصل 42 الفا) بالاضافة الى مساهمتها عسكريا في لبنان والبوسنة وكوسوفو بحيث وصلت الى اقصى قدراتها في عمليات التدخل في الخارج.