بيروت 17 - 6 2009(كونا)الفجرنيوز:عاد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان الى واجهة الاحداث بعدما شهد احداثا امنية تمثلت باغتيال احد كوادر حركة فتح وضبط الجيش اللبناني لسيارة مفخخة بالمتفجرات.وياتي ذلك على وقع الخطاب الذي القاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اخيرا رفض فيه عودة اللاجئين الى ديارهم داعيا الى حل قضيتهم خارج اسرائيل فيما اثار هذا الموقف المخاوف لدى اللاجئين المتمسكين بحق العودة ولدى المسؤولين اللبنانيين من مخاطر التوطين. وشهد مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات اللاجئين ال12 في لبنان (65 الف نسمة) امس عملية اغتيال احد كوادر حركة فتح احمد خليل الملقب ب"ابو الكل" عندما هاجمه مسلحون مقنعون واطلقوا النار عليه اعقب ذلك عملية استنفار وقطع للطرق داخل المخيم كما افادت المصادر الامنية من داخل المخيم وضبط الجيش اللبناني مركبة كانت محملة بكمية من المتفجرات كانت متوجهة الى داخل المخيم الليلة الماضية. وقال امين سر فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و "حركة فتح" في لبنان سلطان ابوالعينين في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة "حركة فتح" في مخيم الرشيدية ثاني اكبر المخيمات الفلسطينية في الجنوب ان "ليس هناك من مصلحة لبنانية او فلسطينية الان ان تكون المخيمات في لبنان بدون سلاح فان هذا السلاح هو الضمانة لحق العودة لان بذلك نهدي هدية لنتنياهو على ما قاله بحق اللاجئين حيث هم". واعتبر ان "ليس هناك من عاقل يجرؤ او يتحدث عن قضية السلاح الفلسطيني الان في ظل ما يطرحه نتنياهو" محذرا "اي جهة مهما كان شانها وانتماؤها وابجديتها واديولوجيتها السياسية ان تطالب الفلسطينيين بنزع السلاح في هذا الوقت بالذات" . وقال ابو العينيين ان "اي جهة تطرح موضوع السلاح الفلسطيني في مخيمات لبنان بعدما اعلنه نتنياهو يعني مباشرة القبول بتوطين الفلسطينيين في لبنان". ويقطن في لبنان حوالي 400 الف لاجيء فلسطيني معظمهم يعيش في المخيمات الفلسطينية في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة فيما تقوم الفصائل الفلسطينية المسلحة ابرزها حركة فتح التي تسيطر بشكل اساسي على مخيم عين الحلوة والرشيدية بتامين امن هذه المخيمات بالتعاون مع القوى الامنية اللبنانية. وتقيم فصائل فلسطينية اخرى مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي يتزعمها احمد جبريل المقيم في دمشق و(فتح الانتفاضة) مراكز عسكرية في عدد من المناطق اللبنانية. وابرز تلك المراكز هي (انفاق الناعمة) والذي يقع جنوب العاصمة بيروت ويبعد عنها حوالي 18 كيلومترا والسلطان يعقوب – لوسي وقوسايا وحلوة ووادي الاسود في البقاعين الغربي والاوسط وقد تعرضت هذه المواقع على مدى السنوات الماضية الى عدد كبير من الغارات الجوية الاسرائيلية. ويقدر عدد عناصر الجبهة الشعبية وفتح الانتفاضة بحوالي الف مقاتل مجهزون بمختلف انواع الاسلحة الصاروخية ومدافع الهاون واسلحة مضادة للطائرات وقاذفات ودبابات بحسب التقرير الصادر عن تيري رود لارسن المكلف من السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بمراقبة تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 الى مجلس الا من الدولي في 21 يوليو عام 2007 . ودعا الزعماء اللبنانيون في احدى جلسات الحوار الوطني المنعقدة عام 2006 الى تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ونزعه خارج هذه المخيمات الا انه نظرا لتعقيدات هذا الملف وحساسته لم ينفذ هذا القرار المرتبط اصلا بتسوية اقليمية ما. ومع عودة الملف الفلسطيني الى الواجهة تتزايد المخاوف من النوايا الاسرائيلية تجاه لبنان وامكانية شن عدوان عليه كما جاء على لسان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي اعرب عن تخوفه من ان يقود تركيز حكومة رئيس الورزاء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما تعتبره " الخطر الايراني" الى شن عدوان على لبنان مشددا على وجوب الاستعداد لهذا العدوان المحتمل من خلال الاستعجال في وضع استراتيجية دفاعية وانتخاب النائب نبيه بري رئيسا لمجلس انلواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية. الى ذلك يتراس الرئيس ميشال سليمان اخر جلسة لمجلس الوزراء غدا بحضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء حيث سيطلق سليمان والسنيورة موقفا رسميا يتضمن ردا على طروحات نتنياهو وتاليا رفض لبنان القاطع لتوطين الفلسطينيين على اراضيه.