أكد مصدر عسكري مأذون من قيادة الناحية العسكرية الرابعة بورفلة، ''الجزائر''، أن قوات الجيش تمكنت، إلى غاية أول أمس، من القضاء على خمسة إرهابيين، بينهم أمير لمنطقة مالي، والقبض على سادس، بعضهم من جنسيات إفريقية مختلفة، كانوا ينشطون ضمن جماعة تابعة لما يسمى ب''مجموعة أبي زيد وبلمختار''، تحت لواء ما يسمى ب''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وكانت هذه العملية قد انطلقت، مساء الثلاثاء الماضي، إثر تعرض مروحيتي استطلاع تابعتين للجيش الوطني الشعبي لإطلاق نار كثيف. أحيط مستشفى محمد بوضياف بورفلة، مساء أمس، بإجراءات أمنية مشددة، بعد نقل جثث أربعة إرهابيين تم القضاء عليهم، أول أمس، من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي في منطقة ''رورد النوس''، الواقعة في عمق الصحراء الجزائرية على مسافة نحو 300 كلم جنوبي ورفلة، في عملية تمشيط ومطاردة كانت قد انطلقت في 29 جانفي الماضي، إثر تعرض مروحيتي استطلاع تابعتين للجيش إلى إطلاق نار كثيف من طرف مجموعة مسلحة، رجحت مصادر تحدثت ل''لخبر''، وقت الحادث، أن يكون عدد عناصرها في حدود 20 عنصرا. وذكر ذات المتحدث أنه تم نقل أربع جثث، والعنصر المصاب، فيما تفحمت جثة خامسة في موقع العمليات. وحسب مصدر طبي من المستشفى، فإن ملامح الجثث التي بدت عليها إصابات بليغة، عكست ضراوة العملية وتشير إلى أن هؤلاء الإرهابيين هم من جنسيات إفريقية، يرجح أن تكون من تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا. وكانت ملامح وجوه هؤلاء الإرهابيين ملتحية، وعليها مسحة من السمرة، وكانوا يرتدون ألبسة عسكرية، ومسلحين جيدا. وهو أمر أكدته كميات الأسلحة المسترجعة، والتي تمثلت، حسب متحدث من قيادة الناحية العسكرية الرابعة، في قطعتي سلاح ثقيلتين من نوع ''دوشكا''، وخمسة رشاشات ''كلاشنيكوف''، ومسدس آلي، وكمية كبيرة من الذخيرة، كما كانوا يستعملون سيارات ''ستايشن'' التي تم تدمير واحدة منها خلال عمليات القصف التي شاركت فيها مروحيات، ووحدات نوعية من الجيش الوطني الشعبي، بإشراف مباشر من قائد الناحية. وحسب ذات المتحدث الذي حرص على التأكيد على لسان السيد اللواء شريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة، فإن ''فلول الإرهاب وعصابات التهريب والجريمة المنظمة، لن يكون لها مكان أو أمان في كل الصحراء الجزائرية''. كما أكد ذات المصدر أن عملية المطاردة والاستطلاع ما تزال متواصلة حتى الآن بالوسائل والفعالية المطلوبة، وهو ما يعني برأيه أن الساعات القادمة قد تحمل معطيات جديدة في هذا الموضوع. وكانت هذه العملية قد انطلقت، مساء الثلاثاء الماضي، في المكان سالف الذكر، إثر تعرض مروحيتي استطلاع تابعتين للجيش الوطني الشعبي لإطلاق نار كثيف، مباشرة بعد اقترابهما من الموقع الذي كانت تتجمع فيه هذه الجماعات المسلحة، مستعملة سيارات رباعية الدفع من نوع ستايشن، حيث كان الرد سريعا بعملية قصف صاروخي، عطلت حركة الإرهابيين عند محاولتهم استغلال حلول الظلام للتبعثر ثم الانسحاب. وحسب مصدر كان قد تحدث ل''الخبر''، عند بداية العملية، فإن التحرك السريع لوحدات وصفها بالخاصة للجيش، وما لحقها من تعزيزات غادرت ليلا إلى المكان، كلها معطيات إيجابية عملت في مصلحة تحديد مجال تحرك المسلحين والحد منه، ما أفضى إلى هذه النتيجة. وكانت قوات الأمن المشتركة، منذ عدة أيام، قد اتخذت إجراءات أمنية جديدة وغير معتادة، لاحظها المواطنون في الجهة، سواء في المدن أو في محيط القواعد والشركات البترولية الوطنية والأجنبية، ومحاور الطرق الحيوية، كما أكدت جملة القرائن المسجلة مؤخرا، والتي كان من أهمها حجز سلاح ''كلاشنيكوف'' وكمية هامة من الذخيرة في مخزن حافلة تعمل على خط باتنة حاسي مسعود، وتفكيك شبكة واسعة متخصصة في سرقة السيارات ذات الدفع الرباعي، أشارت مصادر أمنية إلى أن لها امتدادا إقليميا لا يخرج عن دائرة الارتباط بالجماعات المسلحة وشبكات التهريب.