ووري التراب جثمان المجاهد والوزير الأسبق شريف بلقاسم، يوم أمس، بمقبرة العالية، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 79 سنة يوم الثلاثاء بالمستشفى الأمريكي بباريس. وقد حضر الجنازة مسؤولون سامون في الدولة إلى جانب شخصيات سياسية وعسكرية متقاعدة ووجوه ثورية رفقة أفراد من عائلة الفقيد. دفن الفقيد شريف بلقاسم، أو ''سي جمال''، اللقب الذي كان يحمله خلال الثورة، على اليمين بمقبرة العالية بجانب قبر ثاني رئيس للبرلمان في عهد الجزائر المستقلة، المرحوم الحاج بن علا، وكان الفقيد نائبا في أول جمعية وطنية تأسست بعد الاستقلال. وقرأ تأبينية الفقيد وزير الشؤون الدينية الأسبق، عبد الحفيظ أمقران، على مسامع الحضور الذين تقدمهم الوزير الأول أحمد أويحيى الذي كان أول من حضر إلى المقبرة من الشخصيات ليتبعه كاتب الدولة للاتصال عز الدين ميهوبي، إلى جانب كل من وزير الداخلية، يزيد زرهوني، ودحو ولد قابلية، الوزير المكلف بالجماعات المحلية، ووزير المجاهدين محمد الشريف عباس، ووزير الموارد المائية عبد المالك سلال. وذكر أمقران بمناقب ''سي جمال'' خلال الثورة وما بعد الثورة وعمله الكبير وخصاله الحميدة وتواضعه، وهي الصفات التي تحدث عنها عضو جمعية العلماء المسلمين عبد القادر طالبي، الذي أشاد بالدور الذي لعبه المرحوم في إعادة إدماج المعلمين الأحرار في صفوف وزارة التربية بعد الاستقلال. كما حضر تشييع الجنازة كل من الجنرال تواتي وخالد نزار اللذين وصلا معا إلى المقبرة، حيث توجه نحوهما أحمد أويحيى لإلقاء التحية عليهما، في حين كان قد أمضى كل من رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، والجنرال المتقاعد محمد عطايلية وابن المرحوم الشريف مساعدية وقتا طويلا مع بعض في الحديث تحت ظل شجرة قريبة من الساحة التي كان يؤبّن فيها المرحوم. وإن حضر العديد من الوجوه التاريخية التي كانت رفقة سي جمال، على غرار قائد الناحية الرابعة التاريخية بوعلام أوصديق، فإنه قد غاب عن الجنازة الشخصيات المكونة لما يعرف بمجموعة العشرة زائد واحد، التي عارضت بشدة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، خلال انتخابات 2004، وكان من بينهم المرحوم بلقاسم، على غرار علي بن فليس وسعيد سعدي وآيت أحمد ما عدا تسجيل حضور مقداد سيفي وعلي يحيى عبد النور. المصدرالخبر :الجزائر: رضا شنوف