الأخضر الوسلاتي الفجرنيوز يا غربة الأحرار هل من رجعة فالصّبر عيل وغابت الأسباب أنا تونسيّ في دمي وجوارحي وهوى بلادي في الفؤاد عذاب إنّي هجرتك لم أكن متردّدا من بعد ما قد عافني الأحباب ورميت نفسي فوق أوّل بقعة قدر عليّ قد أتى وكتاب لم أبك حظّي مثل غيري ساخطا فلقد علمت بأنّها أسباب وطّنت نفسي أن أعيش مغرّبا بعد ومنفى بارد وضباب يا موطن جمّعتنا وعلى الهدى وحّدتنا فجميعنا أحباب واليوم قد ضيّعتنا في الأرض قد شتّتنا فإذا بنا أغراب يا ساكنون مواطنا قد أظلمت كثر الأذى وتفرّق الأصحاب أين الّذين نحبّهم ونعزّهم فالقرب نار والبعاد عذاب ماذا يفيد اللّوم في أحوالنا وتراشق وتباغض وسباب والأرض حيرى والجراح تكاثرت سجن ومنفى قاتل وخراب والذّل عشّش في مرابع موطني والبوم ينعق ساخرا وغراب ورعيّة في أرضها مذلولة سيف تسلّط فوقها وحراب ورقابة قد دمّرت أحبابنا فالعين ترصد خطوهم وكلاب فنهارهم من صبحهم لمسائهم بمراكز وكثيرها استجواب واللّيل صار تفجّعا في كلّ حين هجمة فحياتهم إرهاب مُلِئت بلاد الآخرين بجلّنا فمشيّع ومغرّب ومصاب كم من حبيب شيّعت أقدامنا قد أوصلته أكتف ورقاب بالأمس حلّ بغربة طلبا لعزّ طالما قد شاده الأغراب واليوم يرجع للحبيب مكفّنا في مركب وتحفّه الأخشاب فالأمّ ماتت حسرة وتوجّعا فالقلب نار والفؤاد عذاب من عاد عاد وليس عيبا أن يعود فحقّه والحقّ ليس يُعاب فالعيب عود بعد طول ترقّب فحنت رؤوس ذلّة ورقاب ونسوا بأنّ الأرض باتت معقلا يرتاده الأحرار والطّلّاب وزنازن قد عُفّنت بدمائهم ومجازر ومذابح ويباب فالدّاخلون إلى السّجون حياتهم موت بطيء محنة وسراب والخارجون من السّجون حياتهم بين المراكز جيئة وذهاب ولقد ذكرت السّجن والتّعذيب لست بسامع في قوله يُرتاب بل إنّها لمقولة لمجرّب قد دمّرته زنازن وعذاب يا غربة قد أحرقت أعمارنا فحياتنا الكبريت و الأحطاب فربيعنا ولّى وحلّ خريفنا والشّيب أقبل زاحفا ينساب لا الشّعر ينفع لا الكتابة في زمان أُعدِم الشّعراء والكتّاب ما تنفع الأقلام ضدّ عصابة عنوانها التّقتيل والإرهاب فمن الشّمال إلى الجنوب مجازر في موطني و زنازن وكلاب و مهاجر قد دمّرته غربة ومناضل قد هدّه السّرداب وطني سجون قيّدت أبناءه فالظّلم عشّش والبلاد خراب كيف الرّجوع إلى ظلام زنازن فيها الكرامة للعزيز سراب فالبعد أولى من لقاء أحبّة ثمن اللّقاء مذلّة وسباب مهما يطول البعد عن أوطاننا سنعود يوما إنّها أسباب فرجوعنا حقّ وليس بمنّة فيذلّنا المحتال والنّصّاب وأعزّة سنعود رغم أنوفهم ويحفّنا الأعداء والأحباب فالحيّ يرجع بعد طول تغرّب إن شاء ربّي إنّه الوهّاب تلك البلاد نحبّها وتحبّنا والصّدق صدق والكذاب كذاب مهما يطول العسر يأتي بعده يسر وليس على العزيز عُجاب فاستبشري يا أمّنا فرجوعنا في الغيب دوّنه قضا وكتاب إن كانت الأقدار شاءت بعدنا وتغرّبا لم ينتظره حساب فكذلك الأقدار تقضي عودنا والعود أحمد بعده وإيّاب الأخضر الوسلاتي