في الأيام القليلة الماضية كنت أصلي في أحد المساجد بمدينة طرابلس، وعندما انتهيت من الصلاة خرجت من المسجد، فكان عند باب المسجد يقف رجل وينادي بين الخارجين من المسجد طلبا للتبرعات لعائلات ليبية فقيرة. سرحت للحظات وأنا أفكر، من هي هذه العائلات؟ وكيف تعيش؟ وما هو مستوى الفقر الذي هي فيه؟ ولماذا هذه العائلات فقيرة؟ وهل لا يتقاضون رواتب من الدولة؟ أم لا تكفي هذه الرواتب لسد حاجاتهم اليومية؟. نجد الكثير من المحتاجين يتنقلون من محل إلى آخر، فيمدون أيدهم لأصحاب المحلات لتقديم العون لهم. فهل حق هؤلاء المتسولين ليسوا ليبيين؟. في شهر رمضان الماضي، عرض مشهد لحاتم الكور في (من الأخير)، حيث قام بعرض مشهد ييقول أن المتسولين ليسوا ليبيين، بل إنهم من تونس ومصر، وأنه لا يوجد ليبيين يمدون أيديهم، أو أنهم محتاجين. بالله عليكم كم من مواطن ليبي لا يستطيع شراء حاجاته الأساسية؟ وكم مواطن ليبي رب لأسرة يتجاوز عدد أفرادها الرقم عشرة، وتجد راتبه لا يتجاوز 200 دينار؟ أو لم يتحصل على راتبه منذ عدة شهور، أو كان يعمل في إحدى الشركات أو المصانع التي حلت بين ليلة وضحاها، ووجد نفسه من دون عمل؟ فهل نلوم هذا المواطن إن مدّّّ يده وقال لله؟. فكم من المحتاجين الذين لا يمدون أيديهم وهم محرومون من عيش حياة كريمة لهم ولأبنائهم؟ ولماذا لا تشكل الدولة لجان لإحصاء هذه الأسر، وتقوم بتقديم المساعدة ومد يد العون لهم؟ وأين دور الهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة، ودور الجمعيات الخيرية في القضاء على هذه الظاهرة؟.