جددت الكاتبة الكندية ناعومي كلاين من غزة دعوتها لمقاطعة إسرائيل حتى تذعن للقانون الدولي وتحترم حقوق الإنسان، خصوصاً في أعقاب ما ارتكبته من جرائم ضد الفلسطينيين في حربها الأخيرة على قطاع غزة.وأعربت كلاين عن صدمتها من حجم المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون في كل من الضفة الغربيةوغزة، مؤكدة أنها تغص بمشاهد الدمار ونتائج الحصار الكارثية على المدنيين. وذكرت الكاتبة التي تدين باليهودية في مقابلة مع الجزيرة نت أن "إسرائيل تتعمد انتهاج إستراتيجية إخفاء الحقائق عن العالم إزاء ما ترتكبه من جرائم في غزة". وطالبت على هامش زيارتها لغزة "أحرار العالم" بضرورة محاولة القدوم إلى غزة للقاء الضحايا الأبرياء "لأن الحكومة الإسرائيلية تعمد إلى اقتراف الجرائم وتدع الوقت يمر كي يصعب على العالم التحقق من وقوعها".
كما حثت كلاين الشعوب والمؤسسات المدنية للضغط على حكوماتها لتغيير الوضع الصعب والملح الذي يلف الفلسطينيين، في ظل تحكم مجموعة من الدول في قرارات الأممالمتحدة ومنعها من اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل.
إحباط " مسؤولية القدوم إلى غزة واجبة لأن الحكومة الإسرائيلية لديها إستراتيجية لإخفاء ما يحدث " ولفتت الكاتبة الكندية إلى أن إسرائيل تحاول أن تؤسس دولتها فوق الدولة الفلسطينية بدلا من أن تؤسس دولة إلى جانبها، الأمر الذي ترتب عليه سيطرة إسرائيل على كافة موارد وحدود الدولة الفلسطينية.
وأشارت كلاين إلى أن الإجراءات والممارسات الإسرائيلية تبث روح اليأس والإحباط في نفوس الفلسطينيين.
كما اعتبرت قدوم الإعلاميين إلى غزة أمرا واجبا لأن الحكومة الإسرائيلية لديها إستراتيجية لإخفاء ما يحدث هناك، قائلة "نحن نلمس ذلك من خلال الكثير من التوجهات الإسرائيلية، وهنا تقع علينا المسؤولية حتى لا نكون جزءا من التصور الإسرائيلي". وحول مشاهداتها خلال زيارتها إلى غزة، ذكرت الكاتبة أنها مصدومة من حجم الدمار الذي شاهدته والطرق التي تقطعها الحواجز والمستوطنات "فكما هو متعارف عليه أن الاحتلال يكون عسكرياً لكن الأمر أكثر من ذلك لأن المعاناة أكثر من الاحتلال العسكري".
وأضافت أن المشهد في غزة يشبه ساحة حرب وليس هناك أي تحقيق "إذ التقيت ببعض الناس الذين عانوا من جرائم الحرب، ومنهم من فقد عينيه أو أطفاله جراء استخدام القوات الإسرائيلية أسلحة مختلفة ولا يزال الأمر بدون تحقيق".
ونبهت كلاين إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتعمد ترك المزيد من الوقت يمر مما يجعل الأمر أكثر صعوبة لدى إجراء التحقيقات في هذه الجرائم. " إسرائيل تحاول بناء دولة من طبقتين دولة لإسرائيل فوق دولة الفلسطينيين على نفس الأرض بوضع اقتصادي مزر وبدون تحكم في الموارد "
المقاطعة وتابعت الكاتبة الكندية "من هنا أتت فكرة المقاطعة وفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، حيث إن المجتمع الدولي مغيب وخذل الشعب الفلسطيني، كما أن الأممالمتحدة هي مجموعة من هذه الحكومات الغربية المغيبة، وبالتالي علي الشعوب أن تمارس ضغوطات حقيقية على حكوماتها". وقالت أيضا إن إسرائيل تحاول بناء دولة من طبقتين "دولة لإسرائيل فوق دولة الفلسطينيين على نفس الأرض بوضع اقتصادي مزر وبدون تحكم بالموارد".
وأوضحت كلاين "بدلا من أن تؤسس إسرائيل لحل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، تؤسس لإنشاء كيان فلسطيني غير مستفيد من موارده ممزق يتخلله طرق التفافية وحواجز، يضطر الفلسطينيين إلى سلك طرق جانبية مما يصعب حياتهم ويوصلهم إلى مرحلة من اليأس والإحباط."
كما تطرقت إلى موقف الإدارة الأميركية مما يحدث، قائلة إن دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لوقف الاستيطان تعني أنه يقبل بالوضع القائم، وهو إقرار من قبله بما تمارسه إسرائيل من انتهاك ومضايقات ترتكب بحق الفلسطينيين، والأصل أن يكون له موقف واضح من إنهاء الاستيطان.
وحول كتابها (مذهب الصدمة) قالت كلاين إنه يشرح الكيفية التي يتم بها استغلال الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية من قبل أصحاب النفوذ في المجتمع من أجل إحداث تغييرات جوهرية عنيفة في الاقتصاد لكي تصبح حرية السوق مطلقة وإلغاء جميع صور تدخل الدولة، وخصخصة المشاريع العامة في التعليم والصحة وفي الإنتاج بعد الحروب. أحمد فياض-غزة المصدر: الجزيرة ناعومي كلاين مصدومة من حجم معاناة الفلسطينيين في الضفة وغزة (الجزيرة نت)