عاد ملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين الي واجهة الأحداث في العلاقات المغربية الاسبانية وعلي مستويات متعددة تهم المخدرات بعد ضبط شاحنة عسكرية اسبانية محملة بالمخدرات في مليلية والمطالب الترابية نتيجة تأكيد الرباط علي ضرورة فتح مفاوضات مع مدريد حول الموضوع وتحرك بعض الجمعيات في هذا الشأن والتي تنوي تنظيم قافلة احتجاجية الي جزيرة ثورة. في الجانب السياسي، عادت حكومة الرباط الي توجيه رسائل واضحة الي نظيرتها في مدريد بضرورة فتح مفاوضات بين البلدين حول مستقبل المدينتين الواقعتين شمال المغرب وتحتلهما اسبانيا منذ مدة طويلة. وجاءت المطالبة علي لسان الناطق باسم الحكومة المغربية خالد الناصري. ولاقت ردا سريعا من طرف فعاليات سياسية اسبانية. في هذا الصدد، طالب رئيسا حكومتي سبتة ومليلية اللتين تتمعتان بالحكم الذاتي من مدريد عدم الاستجابة للطلب المغربي ولا الرد علي تصريحات الناصري. وقال أحد المسؤولين من مليلية وهو اسباني من أصل مغربي ويدعي البركاني لا يهمنا موقف المغرب، فهو يمكن أن يطالب كل مرة بالمدينتين، لكن جواب الحكومة الاسبانية يجب أن يكون واضحا، وهو الرفض المطلق . ودائما في إطار المطالبة، تأسست في المغرب لجنة مكونة من عدد من الجمعيات تحمل لجنة الدفاع عن التراب الوطني تطالب المغرب بضرورة التحرك الفوري والوازن لاستعادة سبتة ومليلية. والجمعيات المؤسسة لهذه اللجنة التي اختير كمنسق عام لها، الحبيب حاجي، اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر المستعمرة، وجمعية الصحراء المغربية واللجنة التنسيقية للفعاليات في شمال المغرب ولجنة ممثلة للزاوية الوزانية أكبر زوايا المغرب الدينية والهيئة الوطنية للمناطق الشرقية المغتصبة. وأصدرت اللجنة بيانا تسلمت القدس العربي نسخة منه وأهم ما جاء فيه: استغرابها للعودة الفورية للسفير المغربي إلي مدريد بدون مقابل انسجاما مع البلاغ الملكي بخصوص زيارة الملك الاسباني لسبتة ومليلية المحتلتين. وضع استراتيجية للتحرك المدني حول المسألة الترابية شمالا وجنوبا أخذا بعين الاعتبار الوضع الترابي في الجهة الشرقية وذلك بما يتناسب وطبيعة كل قضية. تعلن كل المكونات بأنها تستعد لقافلة ومسيرة غير رمزية إلي جزيرة ليلي حيث ستعمل علي الدخول إلي الجزيرة ووضع العلم الوطني فيها وعقد لقاء صحافي علي أرضيتها وذلك من اجل الدفع بوتيرة الحوار المغربي الاسباني إلي الأمام حول القضايا الوطنية الكبري التي توجد فيها اسبانيا كطرف خاصة سبتة ومليلية والثغور المحتلة. وكانت اسبانيا قد أعربت عن قلقها من دعوة مشابهة لمجموعة من المغاربة كانوا ينوون في كانون الاول/ديسمبر الماضي تنظيم قافلة الي جزيرة تورة الواقعة علي بعد مئة متر من الشاطئ المغربي ووقع حولها نزاع خطير بين الرباطومدريد في صيف 2002، ولكن مدريد هذه المرة لم تبد أي احتجاج علي أمل أن تمنع الرباط المسيرة أو القافلة الاحتجاجية. وفي خبر آخر حول هذا الملف، أعلنت وزارة الداخلية الاسبانية أنها صادرت 25 كلغ من مخدر القنب الهندي في ميناء مليلية يوم الأحد. ولا تشكل الكمية المصادرة شيئا مقارنة بالكميات الهائلة من القنب الهندي التي يصادرها الحرس المدني، إلا أن العثور عليها في شاحنة عسكرية اسبانية تعني تورط جنود في تهريب المخدرات وأعطت للملف طابعا خاصا. وفتحت وزارة الدفاع تحقيقا في الموضوع والقبض علي المهربين الذين ينتمون الي الجيش. وهذه هي المرة الثانية التي تتم فيها مصادرة مخدرات، وكانت المرة الأولي في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، والكمية قرابة ثمانية أطنان من القنب الهندي، ولم يتم صدور الحكم ضد أي ضابط في الجيش بعد تبرئة ثلاثة كانوا متابعين.