بيروت:تنشغل القوى الأمنية بالعمل على فك لغز اختفاء ضابط في الجيش اللبناني، في وقت امتنعت المصادر الأمنية الرسمية عن الإدلاء بأي معلومات تتعلق بمصيره، إلا أن مصدراً أمنياً رجح أن يكون قد فر إلى خارج لبنان، خشية توقيفه بتهمة التعامل مع الاستخبارات “الإسرائيلية”.ولم تنفِ مصادر أخرى أن يكون الضابط موقوفاً بالجرم المذكور. إلا أن أحد عارفيه استبعد فرضية التعامل مع “الإسرائيليين”، قائلاً إن الرجل كان واضحاً وصلباً في مواقفه المعادية ل”إسرائيل”، عدا عن أن وضعه المادي لا يشير إلى أنه قد يكون متورطاً بالتعامل مع العدو. وبين الترجيحات، يبقى الثابت أن الضابط المذكور، وهو المقدم ض. ج. غادر بلدته القليعة الجنوبية (قضاء مرجعيون) يوم الأربعاء الفائت الاول من يوليو، وقال لوالدته إنه سيذهب إلى منزله في منطقة بعبدا، حيث سينام هناك، على أن يعود إلى البلدة بعد ظهر اليوم التالي. ولما لم يعد في الوقت المحدد، ولم يتمكن ذووه من الاتصال به هاتفياً، قصدت شقيقته منزله، فوجدته مقفلاً. وبعد إبلاغ استخبارات الجيش بالأمر، تبيّن أن الضابط قد ترك هاتفه العسكري داخل المنزل، إضافة إلى أن سيارته كانت لا تزال مركونة أمام المبنى الذي يقطن فيه. ولم يجد المحققون أي آثار لعنف أو تفتيش في المنزل، ما أدى إلى استبعاد أن يكون الرجل قد خطف من مكان سكنه، وخاصة أن الباب الرئيسي للمنزل كان مقفلاً بالمفتاح على نحو طبيعي. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن أحد من تقديم إجابة لأهله عن مكان وجوده. من جانب آخر استطاع المدعو ياسين ياسين عبور السياج الإلكتروني الفاصل عند الحدود الجنوبية في منطقة العباد باتجاه الاراضي المحتلة، ما ادى إلى استنفار القوات الاندونيسية العاملة في “اليونيفل” والجيش اللبناني في المنطقة. والهارب من بلدة مجدل سلم قضاء مرجعيون، وتردد مؤخراً إلى بلدة حولا القريبة من معبر العبادية بذريعة التفتيش عن بيت للإيجار، لكنه في آخر يوم عبر الطريق العام وفر إلى فلسطينالمحتلة. وتجري حالياً عملية تدقيق في ملفه الأمني لمعرفة أسباب فراره وخلفياته. وفي وقت لاحق، قال مصدر عسكري “إسرائيلي” ان اللبناني ياسين اعيد الى لبنان. في هذه الأثناء أصدر قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج، أمس مذكرتين وجاهيتين بتوقيف كل من جان نهرا وجان زنقول في جرم التعامل مع العدو. وسطر استنابة قضائية إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لمعرفة كامل هوية كل من الفارين من وجه العدالة سامي إيليا وجميل عيد.