الدفاع ينتفض ضد "التزوير" وسط احتجاج أنصار المتهمين السياسيين مع بداية العد التنازلي للنطق بالأحكام في حق "خلية بلعيرج"، التي يتابع فيها 33 شخصا، بتهمة التخطيط لارتكاب أعمال إرهابية ، نظمت "اللجنة الوطنية لمساندة المعتقلين السياسيين"، أمس الخميس، وقفة احتجاج قبالة محكمة مكافحة الإرهاب، بسلا، بمشاركة هيئة حقوقية ووجوه سياسية وعائلات معتقلين. وردد المتظاهرون، وهم يحملون يافطات عليها صور المعتقلين السياسيين، شعارات تطالب القضاء بالإفراج عنهم باعتبارهم "أبرياء من تهم غليظة ألصقت بهم"، ردا على التماس النيابة العامة، قبل أيام، إنزال أقصى العقوبات على أفراد هذه الخلية، وهي عقوبات تصل إلى الإعدام. واعتبر أحد أفراد فريق الدفاع عن المعتقلين الستة، المحامي خالد السفياني، في مرافعة له، أمس الخميس، أن "ملف قضية بلعيرج طبخ في مختبر وزارة الداخلية"، وأن "محاور ندوة صحفية للوزير شكيب بنموسى، عقب اعتقال السياسيين الستة، جاءت متطابقة مع ما ورد في محاضر الضابطة القضائية". ونبه السفياني هيئة المحكمة إلى أن" الأسلحة، التي أعلن عنها وزير الداخلية في تلك الندوة الصحفية، ليست هي تلك المذكورة في محاضر الفرقة الوطنية"، متهما الجهات التي اعتقلت أفراد خلية بلعيرج وحررت محاضر المتابعين ب "ممارسة التزوير". وكان عبد القادر بلعيرج، المتهم الرئيسي في "خلية بلعيرج"، التي فككتها السلطات الأمنية بداية فبراير 2008، نفى أن يكون التقى أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. وعن علاقته بالسياسيين الستة المعتقلين ، قال إنه يعرف كلا من مصطفى المعتصم، رئيس حزب البديل الحضاري المنحل، ومحمد المرواني، رئيس حزب الأمة غير المرخص، في إطار "الدفاع المشترك عن المستضعفين، في جميع أنحاء العالم". وقال بلعيرج، الذي طالبت النيابة بالحكم عليه بالإعدام، أمام محكمة الاستئناف بسلا، إنه "لا يعرف بن لادن معرفة شخصية"، متسائلا إن كانت "معرفته بهذا الرجل تعد جرما في نظر القانون". وردا على النيابة العامة، التي استفسرت بلعيرج إن كان نفذ عملية اغتيال في بلجيكا، أجاب أنه لم يرتكب أي جرم. وقال "أنا أثق في القضاء البلجيكي، لأنه ديموقراطي، والإنابة القضائية التي بين أيديكم لا تهمني في شيء". وأوضح بلعيرج، المغربي الذي كان يقيم في بلجيكا، ويحمل جنسيتها، أن "القاضي البلجيكي وجه إلي حوالي 300 سؤال، ولم تثبت إدانتي"، مشيرا إلى أن بيته في بلجيكا لم يخضع للتفتيش، إلا أثناء اعتقاله في المغرب. وردا على سؤال النيابة العامة حول سفره إلى سوريا، والجزائر، وأفغانستان، ولبنان، وإيران، قال بلعيرج إنه "حر" في تنقلاته، ولا يحق لأحد أن يتدخل" في سفرياته"، مشيرا إلى أن زوجته جزائرية، وأن من حقه مرافقتها إلى الجزائر لزيارة أصهاره. وأنكر بلعيرج علمه ببعض الأسماء، التي قالت النيابة العامة إنه يلقب بها، مثل أبو ياسر، وعبد الكبير، والشرف، معتبرا، في الوقت نفسه، أن إلمامه بالأمور الدينية يبقى في إطار مرجعيته الإسلامية، وقال "لا أدعي أنني عالم أو فقيه، ولا أنتمي إلى أي حزب، في المغرب أو خارجه". وأكد بلعيرج أمام المحكمة، أنه تعرض للتعذيب أثناء استجوابه، وأنه "علق من رجليه كالشاة، وجرى تعذيبه مدة شهرين ونصف"، مؤكدا أن ملفه "من صنع المخابرات المغربية، التي طلبت مني أن أعمل لصالحها، وعندما رفضت، لفقت لي هذه التهمة". يشار إلى أن بلعيرج يحاكم في هذه القضية ،إلى جانب 32 شخصا، بتهم "التخطيط لارتكاب أعمال إرهابية، تهدد أمن وسلامة المملكة المغربية"، بالإضافة إلي حيازته أسلحة حسب صك الاتهام. 10.07.2009 سلا: محمد سليكي | المغربية