لا خيارات امام محمد راتب غنيم المفوض العام للتعبئة والتنظيم والمقيم في تونس والموعود باقامة في عمان ، وعلى مدار ما يقارب الثلاث عقود احتفظ غنيم باحترام كثير من كوادر حركة فتح الى ان بدأت رويدا ً رويدا ً تنكشف مهام هذا الرجل في داخل اوساط حركة فتح ومؤسساتها وفي التنظيم بالتحديد وخاصة بعد خروج قوات منظمة التحرير من الساحة اللبنانية في عام 1982 ، عاش غنيم في برج عاجي في محل اقامته بتونس وهو المسؤول عن التنظيم في حركة فتح ولم يفكر غنيم يوما ً ما وبحكم مسؤولياته التاريخية عن عصب الوجود الفتحاوي وهو التنظيم ان يزور الساحات وان يتفاعل مع القاعدة الفتحاوية ، كنا نعتقد ان غنيم يحمل الفكر القومي العربي ومن هنا كان تعاطفنا معه ومساندتنا له بالاضافة الى انه عضوا ً في اللجنة المركزية ولكن ليس من القيادة التاريخية ، فكثير منهم من قفز الى الاطار الاول في الحركة بعد فقدان الحركة روادها وقادتها في اللجنة المركزية وغنيم واحدا ً منهم ، غنيم وهو المسآل بالدرجة الاولى عن انهيار التنظيم في الخارج وهو المسؤول ايضا ً عن ترجيح كفة المتصهينين في داخل حركة فتح عند الاقتراع على التصديق على اتفاق اوسلو في المركزية ، ولكن كان لغنيم دور مهم جدا ً اخطر من دور عباس ومن اي من اللجنة المركزية واعضائها المتصهينين ،فكانت مهمته الاساسية قتل الثقافة الفتحاوية ، احداث الترهل ، قطع او تقليص موازنات الاقاليم ، استحضار المشبوهين والغير مدرجين في اطر حركة فتح الى قيادات متقدمة في الاقاليم . غنيم الذي كان نفسه فئويا ً عشائرياً في تشكيلات الاقاليم ايضا والمناطق ومن البرج العاجي انسدت اذناه لمطالب الكوادر وشكواهم وصراخهم المستمر "الحقونا فتح انتهت " الحقونا لا يوجد تنظيم ، الحقونا هناك عزوف من الشعب الفلسطيني والشباب الفلسطيني عن الانتماء لحركة فتح ، انجب غنيم قيادات جوفاء مصابة بالجهل التاريخي والنضالي وهذا ما اتى به غنيم في معظم الاقاليم ، اما اذا تحدثنا عن واقع افرازات غنيم والتعبئة والتنظيم في الخارج فهي اسماء بلا حشو وبلا قاعدة وبلا تنظيم واذا كان الضحك هلى الذقون يمارسه السيد غنيم امام اللجنة المركزية من كذب ليدعي ان هناك تنظيم في الخارج فلقد دعوت سابقا ً الى تشكيل لجنة للوقوف على مهازل مسؤولية غنيم عن التنظيم في الخارج .
ولكن لماذا هذه التفنيدات على غنيم ، فمن صلب مهمته هو انهاء تنظيم حركة فتح في الخارج واذا انهي تنظيم حركة فتح في الخارج فمن الصعب ان تدافع فتح عن مبادئها واهدافها واخلاقها ومن الصعب ان تقف حركة فتح امام الانهيارات السياسية والامنية التي يقودها التيار المتصهين وهذا هو المطلوب ولقد اجاد غنيم حسن الاجادة والاداء .
غنيم الذي وقف مكتوف الايدي بل بصمت مضمونه الموافقة على تصريحات احد عصابة دايتون الامنيين وقادتها في زيارته لاحدى الساحات تقريبا ً في اوائل شهر 9 وقبل استشهاد ابو عمار بشهرين عندما قدم بعض اعضاء الاقليم مذكرة تحتوي على 33 تنذر بما يتم تدبيره للتنظيم ولقيادة فتح ولأبو عمار وكانت مذكرة في منتهى الاهمية وكانت ردة فعل غنيم فقط حققوا مع من كتب هذه المذكرة وبالفعل تم اقصاء من كتب تلك المذكرة .
لقد ذكرت بعض الانباء ان السيد غنيم يعاني من ازمة نفسية في برجه العاجي في تونس فهل هي صحوة ضمير ؟؟؟ ومحاسبة الذات ؟ حين لا ينفع الندم ام هو اعتكاف من اجل التمهيد للمهمة الجديدة القديمة ، لقد ذكرت الانباء ان غنيم لا ينوي الدخول الى بيت لحم لحضور المؤتمر العام السادس لفتح عباس المتصهينة مع احتفاظه بحق ترشيح نفسه للجنة المركزية ويبقى في عمان ويدعو للامساك بخيار المقاومة ، دور جديد قديم مارسه غنيم من اجل احتواء من ادركوا مؤخرا ً خطورة ممارسة غنيم فلم يعد ممكنا ً ان يمرر غنيم " موديل الشخصية من جديد " ولم يبقى خيار امام غنيم الا ان يقدم كل ما لديه من وثائق تبرهن على سيناريو انهاء التنظيم ومعاقبة الكوادر في الخارج ام يبقى غنيم كما هو الفئوي العشائري الاقليمي ؟ ، تلك الكوادر التي كانت اداة قوية لاخماد النشاط والهمة في الاقليم .
هل يستذكر السيد غنيم صرخات الكوادر منذ اكثر من 10 اعوام "الحقونا فتح انهارت في الساحات ، الحقونا امناء سر معينين بشكل فئوي ، الحقونا هناك عزوف من شباب فلسطين لدخول حركة فتح ماهو السبب ووضعت العلاجات الا ان السيد غنيم زاد من تقليص موازنة الاقاليم واجهظ اي برنامج للتعبئة الفكرية والاعلام عن طريق وسطائه في التعبئة والتنظيم .
وفي النهاية لم يعد امام غنيم اي خيارات الا ان يقدم استقالته من حركة فتح ويقدم ما لديه لشرفاء فتح ربما يغفر له جزئيا ً ما قام به من ذنب ، تلك الذنوب التي تتجاوز الحقوق الشخصية الى مؤثراتها المدمرة على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين والقضية العربية برمتها باعتبار ان القضية الفلسطينية هي لب المشكل العربي والوجود العربي مع المشروع الصهيوني على ارض فلسطين . بقلم / سميح خلف