هناك خطط جادة لزيادة الإجراءات الأمنية في مطار سخيبهول الدولي في أمستردام. وسوف يتم تشغيل رجل أمن مهمتهم مراقبة وتفتيش العاملين في المطار. جاءت هذه الخطط اثر تحقيق تلفزيوني حول الإجراءات الأمنية في المطار الهولندي الأكبر. يُظهر التحقيق التلفزيوني الذي سوف يبث في نهاية الأسبوع كيف يتمكن صحافي يتقمص شخصية عامل في المطار من إدخال قنبلة مزيفة أو مخدرات كل يوم إلى الطائرة، وحتى إلى كابينة القيادة.
جاءت ردود الفعل على هذا التحقيق، الذي لم يُبثّ بعد، بإدانات واضحة لإدارة المطار، ووصف البعض الأمن في مطار سخيبهول بأنه "مليء بالثغرات كأنه غربال". أكثر الردود عنفاً جاء من زعيمة حزب اليسار الأخضر فيمكه هالسيما: "حين تكون مسافراً عبر مطار سخيبهول تتعرض لتفتيش طويل، لكن يبدو أن العاملين لا تنطبق عليهم هذه الشروط، بالرغم من أن المخاطر هي نفسها. ثم إن الأمر ليس بالجديد. لقد شهد مطار سخيبهول أموراً سيئة كثيرة: نهب كميات كبيرة من المجوهرات، تهريب مخدرات، متاجرة بالنساء." مبالغة طالبت هالسيما بنقاش عاجل في البرلمان حول الموضوع. لكن خبير الإرهاب، غلن سخون، من مكتب ارنست ويونغ للاستشارات، يصف ردّ فعلها بالمبالغة. بالرغم من أنّه يقرّ بوجود أخطاء في إجراءات الأمان في المطار، لكنه لا يتفق مع من يقول بأن المطار مليء بالثغرات. حسب رأي الخبير سخون فإن المطار الآمن لا يعني أنه آمن مائة بالمائة: يعمل حوالي عشرين ألف شخص في مطار سخيبهول، وهم يعملون في قطاعات ومواقع مختلفة، ويدخلون من مداخل مختلفة. عليك إذن أن تحدد مسبقاً أي المواقع، وأي الرحلات تحمل مخاطر أكثر من غيرها. وعلى هذا الأساس تضع إجراءات للتحقق من شخصيات العاملين في هذه المواقع أكثر من غيرها. لا يوجد أمن بنسبة 100%، إلا إذا توقف العمل تماماً. عليك إذن أن تجد توازناً صحيحاً بين الضرورات الأمنية، وبين الغرض الاساس الذي وجد المطار من أجله: نقل المسافرين." لكن التحقيق يثبت، حتى بالنسبة لخبير الإرهاب، غلن شخون، أن على إدارة المطار أن تبذل جهوداً أكثر لتحسين الأمن. أوربا تدرك إدارة مطار سخيبهول الحاجة إلى تأمين أكبر. لذلك سوف تستعين بعدد أكبر من رجال الأمن. ليس هناك شيء آخر تستطيع إدارة المطار فعله، ولا ترى ضرورة لذلك. وفقاً للضوابط الأوربية الجديدة التي ستطبق في مطلع يوليو عام 2009، سيكون إلزامياً تفتيش الجميع تفتيشاً كاملاً بما في ذلك العاملون في المطار. مطار سخيبهول كان يخطط –قبل هذا التحقيق الصحافي- لتطبيق الضوابط الجديدة قبل موعدها بعام كامل. بهذا الصدد أكد مسؤول الأمن في مطار سخيبهول، أد روتن "نحن نلتزم بشكل دقيق بالقوانين الوطنية والأوربية." واضاف روتن ، في حوار تلفزيوني، أمس الأربعاء "نحن منشغلون الآن بتكييف طريقة عملنا لتتطابق مع الضوابط الأوربية الجديدة. سوف نكمل هذه الجهود في مطلع يوليو من هذا العام، وبعدها سنبدأ بملء الفراغات التي نشأت عن هذه الضوابط بالمزيد من الموظفين. لكن يظل خطر ارتكاب خطأ ما قائماً." من جانبه أعلن وزير العدل الهولندي نيته إجراء تحقيق في الأمر، وسوف يكلف الشرطة الملكية بإجرائه، وهي الشرطة المسؤولة عن أمن المطار أيضاً. يثير هذا الاختيار استغراب خبير الإرهاب سخون: يجب أن يكون التحقيق من قبل لجنة محايدة. هذه الشرطة هي المسؤولة أيضاً عن بعض الأخطاء، وليس من الجائز أن تقوم هي نفسها بالتحقيق في الأخطاء."