نظمت بالرباط يومي 7 و8 فبراير- شباط الجاري الدورة الخامسة والأربعون للأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، بحضور عدة ممثلين عن أحزاب عربية بالمشرق والمغرب، بدعوة من حزب العدالة والتنمية المغربي.
وتدارس المجتمعون عدة قضايا ومقترحات تتعلق بحال الأمة العربية، وتجربة مؤتمر الأحزاب العربية بين الأمس واليوم.
وقدم الأمين العام للأمانة العامة للمؤتمر عبد العزيز السيد تقريرا شاملا تطرق فيه إلى تطورات ومآسي القضية الفلسطينية، خاصة في غزة.
وتحدث السيد عن المثلث المشرقي (فلسطين العراق ولبنان) الذي لم يعد جائزا أن ننظر إليه في معزل أو بعيدا عن صفحات الصراع المفتوحة في صدر الأمة في أقطارها الأفريقية الأخرى وعلى رأسها الصومال والسودان، على حد قوله.
وأشار السيد إلى غزة التي أعاد فيها الشعب الفلسطيني من قاع الحصار المحكم والعتمات الجائرة توجيه رسالة الأمل التي دأب على توجيهها كلما ادلهمت الخطوب واستحكم اليأس.
واعتبر المتحدث أن الأهم في الرسائل والدروس التي يقدمها الفلسطينيون هو ابتكار أساليب وسبل المواجهة الميدانية بعيدا عن التنظير.
" السيد: أمام العجز عن تأمين رغيف الخبز وجرعة الدواء في مقابل فاحش الثراء يستوي الموت والحياة " كما تحدث السيد عن الأمن القومي المنتهك وواقع الحريات والديمقراطيات وتجلياتها وتداعياتها، ودور المال السياسي والفساد السرطاني.
وحذر الأمين العام من العواقب الوخيمة للفقر الذي يعيشه المواطنون العرب قائلا إنه "أمام العجز عن تأمين رغيف الخبز وجرعة الدواء في مقابل فاحش الثراء يستوي الموت والحياة".
من جانب آخر، وافق المؤتمرون بالإجماع على مقترح بتنظيم ندوة موسعة حول اللغة العربية التي تتعرض لهجمة استعمارية جديدة من اللغات الأجنبية والعامية المحلية، حسب إحدى المحاضرات.
مكتب المغرب العربي وتعتبر هذه أول مرة يحتضن فيها المغرب دورة من دورات الأمانة العامة للأحزاب العربية. واقترح حزب العدالة والتنمية إنشاء مكتب المغرب العربي للمؤتمر بالمغرب بعد عدم تحققه على أرض الواقع منذ صدور توصية بإنشائه.
ووضع الحزب المغربي أمام أنظار المؤتمرين قضية المدينتين المغربيتين المطلتين على البحر الأبيض المتوسط المستعمرتين من قبل إسبانياسبتة ومليلية.
" اقترح حزب العدالة والتنمية إنشاء مكتب المغرب العربي بالمغرب بعد عدم تحققه على أرض الواقع منذ صدور توصية بإنشائه " ومن أبرز الشخصيات المشاركة في الدورة من الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي منصف الشابي، ومصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني، وممثل حزب الله اللبناني نواف موسوي، وعن الحزب الناصري المصري أحمد حسني، وعن حزب الشعب المصري أيضا مجدي حسين.
كما حضر من موريتانيا كل من أحمد ولد داداه وجميل ولد منصور. ومن الأردن زكي بني ارشيد ممثل جبهة العمل الإسلامي، ومن فلسطين حضر محمد أبو زمن ممثل منظمة فتح، في حين اعتذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن الحضور "لأسباب قاهرة".
إطار جامع يذكر أن المؤتمر العام للأحزاب العربية، حسب وثائقه، هو إطار جامع للأحزاب السياسية العاملة في أقطار الوطن العربي، ومرجعية معلوماتية للعمل الحزبي العربي.
ويدعو المؤتمر إلى التواصل مع الأحزاب الأفريقية، وفتح حوار سياسي حضاري مع الأحزاب الأوروبية بهدف تشكيل جبهة عالمية مساندة للقضايا العربية.
وتتكون الأمانة العامة للمؤتمر من الرئيس السابق, الأمين العام السابق، وممثلي الأحزاب بواقع اثنين من كل قطر، ومن عدد من الأعضاء الذين تختارهم الأمانة العامة لأسباب ترى فيها تحقيقاً لاستكمال التمثيل القطري والسياسي، على ألا يزيد عددهم على ربع ممثلي الأحزاب في الأمانة العامة.