بأعمال عنف منظم ضدّ النقابيين بأمر من الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تونس الفجرنيوز شهدت مسيرة يوم 4 أوت 2009 في الذكرى الثانية والستون لأحداث 5 أوت المجيدة وخاصة أثناء الوقفة التي تمّت أمام النصب التذكاري للشهداء وأمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بعد عودة النقابيين من مكان النصب التذكاري وكذلك صبيحة اليوم الموالي الموافق ل 5 أوت 2009 أمام نفس المقر تجاوزات خطيرة تمثلت بالخصوص في قيام عناصر من قطاع النفط بأعمال عنف منظم ضدّ النقابيين بأمر من الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. فقد أشرف هذا الأخير مع جماعته تنظيما وتحريضا وممارسة على منع النقابيين المشاركين في المسيرة من التعبير عن مشاغل الحركة النقابية والدفاع عن استقلالية منظمتهم وديمقراطيتها باعتماد أسلوب العنف المادي السافر والتهديد اللفظي والإهانة حيث جاء في تصريحاته دعوته ل " تطهير وتنظيف " الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس باستعمال القوّة المادية من كلّ الذين عبروا أو سيعبّرون عن تمسّكهم باستقلالية المنظمة وديمقراطيتها. وقد قام الكاتب العام للإتحاد الجهوي بتنظيم اجتماع طارئ بمقر الإتحاد على اثر العودة عشية يوم 4 أوت من أمام النصب التذكاري ضمّ إلى جانبه هو شخصيا السيد يوسف العوادني عضو المكتب التنفيذي والسيد السحبي هماني عضو لجنة النظام الجهوية الذين أصدروا إثر ذلك أمرا بطرد النقابيين ومنعهم بالقوّة من البقاء بمقهى الإتحاد الجهوي وهو ما نفذته مجموعة من قطاع النفط قامت بتعنيف بعض النقابيين والإعتداء عليهم بالضرب والشتم وتمزيق الثياب. وقد جدّت تلك الممارسات العنفية على مرأى ومسمع من الجميع حيث حضر إلى جانب نقابيي جهة صفاقس العديد من الهياكل النقابية الوطنية والقطاعية وأعضاء من لجنة النظام الوطنية (السيد الحبيب الطريفي الذي عاين بنفسه آثار العنف المرسومة على السيد زهير اللجمي نقابي من قطاع الأشغال العمومية والإسكان بصفاقس ...) وأعضاء من المكتب التنفيذي الوطني (السيد المولدي الجندوبي, السيد المنصف اليعقوبي [وقد عاينا العنف ضدّ النقابيين صبيحة يوم 5 أوت 2009 ,] السيد محمد سعد, السيد عبيد البريكي, ...). ولم يكتف الكاتب العام للإتحاد الجهوي بذلك بل عمد إلى إطلاقه سلسلة من الإهانات بحقّ عديد النقابيين بعبارات تنمّ عن الإحتقار والإزدراء ونيّة مبيّتة في افتعال أزمة من خلال تحريضه على العنف وإيعازه لبعض مواليه لإهانة الأساتذة والمعلّمين باستعمال أبشع العبارات من قبل " جهلة " و " بهايم " . وتأتي هذه السلوكات المشينة كردّ متخلف ورجعي على المواقف الجريئة التي تمسّك بها النقابين في جهة صفاقس فقد رفعوا خلال مسيرة 4 أوت 2009 شعارات دافعت بكلّ ثبات على استقلالية المنظمة ونضاليتها وتمسكوا بضرورة التقيد بديمقراطية العمل النقابي. وقد رفعوا شعارات تدافع عن أهالينا في الحوض المنجمي. وكان من أهمّ شعاراتهم : شادين شادين ... في سراح المساجين - أهل الرديف يا ضحية ... ويني الوقفة العمالية - وحدة وحدة يا عمال ... ضدّ القمع والإستغلال - التعسف ماشي يزيد ... والعزيمة من حديد - اتحاد مستقل ... والقواعد هي الكلّ - تزكيات رئاسية ... والعمال همّ الضحية - حق التظاهر واجب ... حق النقابي واجب ... حق التعبير واجب - حق التعبير واجب ... في الإتحاد واجب... إنّ القوى النقابية التقدمية والديمقراطية إذ تحيي صمود كلّ النقابيين الذين تجلّدوا ودافعوا ببسالة عن حقهم في التعبير وأعلنوا على الملإ موقفهم النضالي المدافع عن استقلالية الإتحاد العام التونسي للشغل, فإنّها تشجب بشدّة تلك الممارسات الهجينة التي تهدف من جملة ما تهدف إلى مساعي خطيرة لإفراغ المنظمة النقابية من محتوياتها النضالية ومن مناضليها وتكشف في ذات الحين عن مصالح فئوية ضيقة يأتيها البعض من المتنفذين من البيروقراطية لا همّ لهم سوى تلك المصالح حتى ولو كانت على حساب وكاهل الشغالين والعمال والمناضلين وحتى لو عسفت بثوابت الإتحاد. وهم في دفاعهم عن تلك لا يتوانون عن فعل أيّ شيء في سبيل الحفاض عن امتيازاتهم (انظر على سبيل المثال وضع السيد المدير المالي والإداري للإتحاد الجهوي للشغل الذي ارتقى بأعجوبة في سلّم المسؤوليات الإدارية صلب الإتحاد وهو لن يكون غير صهر السيد الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بالرغم من التواضع الشديد لمستواه التعليمي, وقد كان له الشرف في افتتاح تعنيف النقابيين عشية يوم 4 أوت 2009 داخل المسيرة متقمصا دور البوليس ) إنّ النقابيين الغيورين على العمل النقابي المناضل وعلى الإتحاد العام التونسي للشغل منظمة مستقلة فعلا وديمقراطية ومناضلة يتحملون اليوم عبئ النضال من أجل فرض محاسبة كلّ الذين مارسوا العنف المادي واللفظي ضدّ النقابيين و كلّ الذين حرضوا عليه ونظموه مهما كانت مراتبهم النقابية من أجل التصدّي لمثل هذه الممارسات التي تضرب في الأساس مصداقية المنظمة النقابية وتقلص إشعاعها وهو ما يرتجيه أعداء الطبقة العاملة على تنوّع مشاربهم ومواقعهم ولبوسهم. إنّنا اليوم مدعون أكثر من أيّ وقت مضى إلى دعم خط الإستقلالية عن كلّ القوى الرجعية وعلى رأسها السلطة وأذنابها والإستماتة في الدفاع عن حقّ الطبقة العاملة في اختيار مواقفها النضالية من كلّ القضايا الجوهرية بما في ذلك الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة وفتح نقاش وطني جدّي وحقيقي يتمكّن العمال وجماهير شعبنا من تحديد مواقفهم وأشكال نضالهم بكلّ وعي وبكامل الحرية بعيدا عن الأساليب الإنتهازية المقيتة التي مارستها البيروقراطية النقابية يوم 16 جويلية 2009 وبعدها والتي ترتهن لموقف انقلابي جوهره يعادي مصالح أوسع جماهير العمال ومصالح جماهير طبقات شعبنا الوطنية المضطهدة من خلال منع النقاش وإجهاضه ومحاولة تمرير موقف تزكية مزعوم لرمز النظام الذي كرّس لسنوات طوال اختيارات معادية للديمقراطية ومعادية للتحرّر والإنعتاق ترتهن لمصالح الدوائر الإمبريالية تعتمد القمع والتفقير والتهميش والإنقلاب على كلّ ما ينم عن صلة بنبض الحياة الإنقلاب عن كلّ الجمعيات والمنظمات التي تسعى للدفاع عن استقلاليتها (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان, جمعية القضاة الشرعيين, النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين, ....)