مهما حاول عباس خلط الاوراق في كلمته التي طالب ان تعتمد كبيان للجنة المركزية لحركة فتح فإن الامور لا تقبل الخلط ان النمذجة او اعادة التقييم بين طرح عباس وما يطرحه جناح المقاومة في داخل المؤتمر العام الحركي . سجالات ونقاشات وصراعات وصلت الى حد التحرش بالضرب والتهديد والتلويح باستخدام السلاح بين اقطاب تيار اوسلو على نموذج ما حدث من تلاسن بين محمود عباس ومحمد دحلان الذي ادى الى رفع حالة السلاح الى حالة الاستعداد بين مرافقيهما يوم الخميس مساءا ً ، واذا كانت هذه الصراعات تدب في التيار الواحد يجب ان لا ينجرف اليها جناح المقاومة وجناح الاسرى في حركة فتح ، فمهمتهم واحدة لا تقبل الخلط او المناورة ، وفي ذلك محاذير ومخاطر على مهمة هؤلاء التاريخية في اخراج حركة فتح او المساعدة مع اخوتهم في الخارج وامين سر اللجنة المركزية الاخ ابو اللطف في اخراج تلك الحركة وتحريرها من قوى الابتزاز المالي والسياسي والامني . يجب ان يفهم تيار المقاومة في داخل المؤتمر ان كلمة عباس الملغومة حول المقاومة هي كلمة خارجة عن النص في سياسة محمود عباس وبرنامجه وان استخدمها محمود عباس فإنما يستخدم هذا اللفظ فقط بدون المكونات المادية للتجسيد الحقيقي لهذا اللفظ ، فلن يصحوا تيار المقاومة غدا ً ليرى كتائب دايتون قد ازيلت ولن يرى قوات الحرس الرئاسي وقوات الحرس الوطني قد اخذت مواقع لها على سياج المستوطنات الصهيونية ، فمنذ يومين قامت قوات الشرطة باعادة اسرائيليين الى اسرائيل اضلوا الطريق في اريحا على حد قولهم . الخلط في المواقف كما يريد عباس بين قوتين متناحرتين يمثلان الحرس القديم في اوسلو والحرس الجديد لدايتون وللخطة الامريكية ،كلاهما دوامات تنحصر في بوتقة اخراج حركة فتح من ثوبها النضالي وثوبها في الكفاح المسلح ومن السذاجة ان يعتقد البعض ان مصطلح المقاومة والمقاومة المشروعة في نظر عباس هي تعني الكفاح المسلح وهو العمود الفقري لانطلاقة حركة فتح ، فهل كان لعباس يمكن ان يعلن في داخل المؤتمر او في حديث صحفي على ان الكفاح المسلح هو الوسيلة الوحيدة لتحرير فلسطين ؟ اذا ً خلط الاوراق الذي يحاول ان يخلطها بنمذجة بين تيار المقاومة في داخل المؤتمر ورغبات عباس التجميلية نحو المقاومة ماهي الا احتواء مرحلي لتيار المقاومة واطروحاته للقضاء على منافسيه في الحرس الجديد الذي يمثله دحلان باطروحاته وبامكانيات اكثر ثقلاً من محمود عباس وقريع واحمد عبد الرحمن والطيب عبد الرحيم ، الائتلاف بين دحلان وفياض وبعض الوجوه الاخرى يكاد يكون مدعوما ً امريكيا ً اكثر من عباس نفسه وليس هناك سرا ً ان الامريكان قد نصحوا او ازدادوا في مطالبهم بأن لا يرشح عباس نفسه مرة اخرى لأطر قيادية في الساحة الفلسطينية وهذه سياسة امريكية لم تعد جديدة ، بل هم يريدون وجها ً ملمعا ً شابا ً او يمثل الحرس الجديد في قيادة فتح اوسلو وقصة ابو ماهر والصورة المعكوسة التي نشرتها صحيفة المستقبل العربي ما هي الا حقيقة للوجه الذي وضعه محمود عباس امام رغبات الحرس الجديد في تيار اوسلو ، فأصبح ابو ماهر لا هيبة ولا تقييم ايجابي لتجربته وهو مسآل عن انهيار اطر حركة فتح والتنظيمات الشعبية والمكاتب الحركية في الخارج على الاقل وهو مسؤول ايضا ً عن كل الاقصاءات التي مورست بحق الكادر الحركي المجرب في الخارج . اذا ً اذا تقارب محمود عباس مع تيار المقاومة فهو تقارب احتوائي لن يغير من برنامج عباس شئيا ً بل يضر بهذا التيار وبقواه ايضا داخل الوطن وخارجه . قصة التفجيرات الثورية التي يقودها تيار المقاومة في داخل المؤتمر تعني ان تيار المقاومة هو نواة صلبة لا يمكن القضاء عليها ويعلم الجميع امام حملة التزويرات في عضوية المؤتمر والحشود الاضافية ان تيار المقاومة لن يحصد كثيرا ً من هذا المؤتمر ولكن المهمة يجب ان يكون الاخ ابو اللطف حاضرا قويا في المؤتمر ويجب ان تكون القضية التي اثارها الاخ ابو اللطف في اتهام مباشر لعباس ودحلان ان تكون حاضرة قويا ً في داخل هذا المؤتمر ويجب ان يكون تيار المقاومة حاضرا ً وبقوة ولو خسر في مثل هذه التركيبة . اما خلط الاوراق التي يريدها عباس مع تيار المقاومة فيعني ذلك تبرئة لمحمود عباس من قضية الشبهات التي طرحت حوله في اغتيال ياسر عرفات واضعاف لنهج ابو اللطف ولكوادر حركة فتح ويجب ان يعي هؤلاء ان اي خلط او تحالف مع عباس وماله السياسي هو تشويه لحركة المقاومة الفتحاوية وهو من اشد المحاذير والاخطار الاستدراجية لتيار المقاومة ومن هنا يجب الحذر ويجب ان تكون البندقية الفتحاوية وبندقية الكتائب وقادة الحركة الوطنية الفتحاوية في سجون الاحتلال بعيدة عن اي شبهات . بقلم/ سميح خلف