الجزائر(بي بي سي)الفجرنيوز:دخل قرار الحكومة الجزائرية الخاص بتغيير العطلة الأسبوعية في البلاد حيز التنفيذ ابتداء من 14 أغسطس/ آب . ويقضي القرار بجعل العطلة يومي الجمعة والسبت بدلا من يومي الخميس والجمعة.وقد أثار القرار تساؤلات كثيرة عن خلفيات هذا الموقف الذي حمل تفسيرات تتأرجح بين السياسة والاقتصاد وحتى تفسيرات أيديولوجية. وقد بررت الحكومة الجزائرية قرار التغيير بأنه يأتي "استجابة لدعوات أطلقها المسؤولون الاقتصاديون في البلاد للانسجام مع المحيط العالمي من الناحية الاقتصادية". وقال وزير المالية كريم جودي ان القرار سيؤدي الى "تفادي خسائر مالية بمئات ملايين الدولارات كانت تهدر جراء توقف الانشطة المالية الاقتصادية في البلاد في أيام نظام العطلة القديم". وعزز هذا التوجه تصريحات بعض أرباب العمل الذين ثمنوا القرار الحكومي. انتقادات رجال الدين وبعض الساسة انتقدوا بشدة القرار الحكومي، فبعضهم يراه قرارا سياسيا جاء رضوخا لضغوط خارجية تقودها فرنسا "عبر اتباعها الذين يتوغلون على حد قولهم في أجهزة حساسة في الدولة" كمحاولة على حد قولهم "لاستعادة النظام القديم للعطلة الأسبوعية" لصالح الأقليات الدينية المسيحية واليهودية. وفسر آخرون القرار بأنه يستهدف تدريجيا "اعادة العمل يوم الجمعة لحرمان غالبية الجزائريين من أداء شعائرهم الدينية". الجدل الحاصل حول القرار دفع بالرئيس الجزائري الى حسم الموقف بقرار يعد منصفا للجناحين ما مكنه من تفادي غضب الجزائريين بالابقاء على يوم الجمعة الذي يعد في نظرهم يوما مقدسا. ورغم ما يثيره من إرباك في العديد من الأنشطة الاقتصادية والمالية والخدمية وقد يتسبب حسب الخبراء الاقتصاديين في متاعب في مراحله الأولى من التطبيق الا أن عامل الربح والخسارة قد لا يتغير بحكم نمط التسيير الذي يهيمن على كافة الأجهزة . ويعزو منائو الإسلاميين صعود الحركات الإسلامية في بدايات أعوام تسعينيات القرن الماضي، وتهديدهم للنظام القائم آنذاك إلى استغلالهم للمساجد، ومن هنا انطلقت محاولات المطالبة بالعودة الى نظام العطلة القديم. ويعد قرار العطلة الأسبوعية الجديد برأي البعض "تصفية لآخر ما تبقى من رصيد الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان وراء جعل العطلة يومي الخميس والجمعة في عام 1976 بناء على المادة الثانية من أحكام الدستور، التي تنص على أن الاسلام دين الدولة الجزائرية". يذكر أن المسلمين في الجزائر يشكلون نسبة 99 بالمئة من تعداد السكان البالغ عددهم ما يزيد عن 35 مليون نسمة ولم يتبق في البلاد سوى أقليات ضئيلة جدا من المسيحيين واليهود.