القاهرة:انتقد خبراء مصريون استبعاد الولاياتالمتحدةالأمريكية ل”إسرائيل” من حضور مؤتمر “مواجهة الإرهاب النووي” المقرر عقده في واشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، واعتبر هؤلاء أن استبعاد “إسرائيل” هو أمر متعمد من شأنه إعفاؤها من أي موقف دولي جماعي بشأن الحظر النووي، ما يدفعها إلى مزيد من التعنت والاعتماد على قدرتها النووية عند أي مواجهة مع أي من الأطراف العربية أو الإسلامية في المنطقة. وحذر الخبراء من أن الولاياتالمتحدة ترغب من خلال المؤتمر تحريض دول العالم بشأن البرنامج النووي الإيراني ووضعه في موضع “الأخطر على المنطقة”، منبهين إلى ضرورة وجود وعي عربي وعدم الانسياق وراء المخططات الأمريكية الهادفة إلى استبدال العداء العربي ل”إسرائيل” بالعداء لإيران، لافتين إلى أن “إسرائيل” ستظل هي العدو للعرب بينما إيران دولة جوار. وقال أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس محمد سعيد عبد المؤمن ل”الخليج” إن المؤتمر الأمريكي يكشف عن الانحياز الواضح من جانب الولاياتالمتحدة نحو “إسرائيل” واستثنائها من أي إجراء يتعلق بالحظر النووي، رغم قدرة “إسرائيل” النووية المعلنة، وأوضح أن التقارير الدورية للوكالة النووية تؤكد أن مشروع النووي الإيراني لأغراض سلمية. وشدد على أن موقف إيران يؤكد أنها مع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، غير أن الولاياتالمتحدة تريد صرف الرأي العام الدولي عن خطورة الترسانة النووية “الإسرائيلية” على المنطقة، وشرعت منذ أن بادرت إيران في محاولات استخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، في إثارة العرب ضد إيران بحجة أنها يمكن أن تخرج عن الطبيعة السلمية لبرنامجها. وأشار إلى أن مخططات واشنطن لم تتوقف عند هذا الحد بل تطورت إلى خلق مزيد من التحالفات الدولية والتي كان آخرها إثارة قضية المظلة الدفاعية للمنطقة والتي تستهدف منها بيع أسلحتها العسكرية لدول المنطقة وإنقاذ صناعة السلاح الأمريكي واستخدام تلك المظلة وحشدها في سياق ما تسميه الولاياتالمتحدة “محاربة الإرهاب الدولي” الذي يمكن أن يطول دولا عربية. ودعا الدول العربية والإسلامية المقرر مشاركتها في المؤتمر إلى إثارة قضية الأسلحة النووية التي تمتلكها “إسرائيل”. وقال الخبير الاستراتيجي ومدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية اللواء عادل سليمان إن المؤتمر له طبيعة خاصة تهدف إلى بحث مدى إمكانية وصول المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وطالبان إلى امتلاك أسلحة نووية أو السيطرة على منشآت نووية. وأضاف، أن استبعاد “إسرائيل” من حضور المؤتمر يؤكد رغبة الولاياتالمتحدة في عدم إثارة ملفها النووي في المؤتمر وخاصة أن أطرافا عربية مقرراً لها حضور المؤتمر، لافتا إلى أن طرح البرنامج النووي “الإسرائيلي” في المؤتمر من شأنه إفشال المؤتمر وبالتالي عدم التوصل إلى قرارات دولية تتعلق بالملف النووي الخاص بإيران أو كوريا الشمالية. من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير غانم إن الأجهزة المختلفة بالإدارة الأمريكية تخضع لسيطرة جماعات الضغط الصهيونية وأن تلك الأجهزة هي التي ترسم السياسات الاستراتيجية للولايات المتحدة، موضحا أن تغلغل تلك الجماعات في صناعة القرار الأمريكي دفع الولاياتالمتحدة إلى التسليم بالرغبات “الإسرائيلية”، وتمكنت من صناعة عدو “وهمي” بديل للعرب، خاصة بعدما استشعرت العداء من قبل إيران ل”إسرائيل”، مشددا على أن الولاياتالمتحدة لن تكف عن محاولة تحريض العالم كله على إيران. وانتقد عدم دعوة “إسرائيل” لحضور المؤتمر، لافتا إلى أن ذلك من شأنه عدم إلزام “إسرائيل” بأي من المقررات الدولية التي يمكن أن يسفر عنها المؤتمر، وإتاحة الفرصة لها لاستخدام ما تملكه من أسلحة نووية ربما في مهاجمة إيران. وقال إن غياب السلاح النووي العربي افقد التوازن الاستراتيجي في المنطقة وجعله في صالح “إسرائيل”. - غريب الدماطي