الجزائر - اشترطت إدارة إحدى المراكب السياحية غربي العاصمة الجزائرية والتابعة للحكومة على المحجبات اللاتي يردن السباحة داخل مسبحهن ارتداء "المايوه" العاري والتخلي عن "المايوه الشرعي" المنتشر بكثرة في أوساط المحجبات مؤخرا. وذكرت صحيفة "البلاد" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الإثنين أن إدارة المركب السياحي "سيدي فرج" المطل على البحر منعت نهاية الأسبوع الماضي المحجبات من دخول مسبح "الباهية" الموجود داخله إلا إذا ارتدين المايوهات العارية للسباحة بدلا مما يعرف بالمايوهات الإسلامية، والتي تغطي الجسد بأكمله ماعدا الوجه والكفين والقدمين. ولم تقدم إدارة المسبح أي مبرر للقرار الذي وصف ب"المفاجئ"، مكتفية بالتأكيد على أنها "تمنع السباحة بالمايوهات الإسلامية"، وذلك رغم أنها "مصنوعة من مواد بلاستيكية ملائمة للسباحة ومناسبة لمتطلبات السابحة"، وفقا لما قالته بعض المحجبات اللاتي رفضن الدخول بالمايوهات العارية. وأضافت الصحيفة الجزائرية أن مما زاد من تذمر العائلات التي تقصد المسبح المذكور، كون "غالبية هؤلاء النسوة يقصدن هذا المركب السياحي وغيره من المسابح ، للتداوي وذلك بناء على إرشادات طبية رغم التكاليف الباهظة لها". ولا يعرف حتى الآن إذا ما كان هذا القرار يشمل باقي المسابح الحكومية أم إنه قرار يقتصر تطبيقه على مسبح "الباهية" فقط، بحسب مراسل إسلام أون لاين. والقطاع الخاص أيضا وفي حادثة مماثلة منعت إدارة مسبح "كيفان كلوب" (نادي كيفان) الكائن ببلدية "برج الكيفان" شرق العاصمة الجزائرية والتابع للقطاع الخاص إحدى المحجبات من السباحة بالمايوه الشرعي، مما اضطرها وزوجها إلى مغادرة المكان، بحسب ما ذكرته صحيفة "الخبر" الجزائرية أمس الأحد. وتشهد مختلف المسابح والشواطئ الجزائرية إقبالا كبيرا للمحجبات خلال السنتين الأخيرتين، وهذا بعد قيام التجار المتخصصين في بيع الملابس الرياضية باستيراد ما يعرف ب"مايوهات" السباحة الخاصة بالمحجبات، والتي تلقى رواجا كبيرا في الجزائر إلى درجة أن المحلات المتخصصة في بيع الملابس الرياضية وجدت نفسها في الكثير من الأوقات عاجزة عن تلبية الطلب المتزايد على هذا اللباس. وعادة ما يتم استيراد هذا الزي من تركيا وسوريا وهو مصنوع من مادة لا تلتصق بالأبدان، بحيث يؤمن مرونة الحركة ولا يظهر مفاتن المرأة، ويتكون من قميص بأكمام طويلة وسروال وقبعة ملتصقة بالقميص. وتشهد الجزائر في السنوات الأخيرة موجة تدين واسعة من مختلف الأعمار، فسرها مختصون في الدراسات الاجتماعية بتأثرهن بالفضائيات الإسلامية. وكانت إحدى المسلمات الفرنسيات قد منعت قبل أيام من دخول مسبح في باريس بالمايوه الشرعي أو المعروف بالبوركيني، في إطار الحملة التي تشنها بعض الدوائر الفرنسية ضد الحجاب.