يواجه المجلس البلدي لمدينة روتردام خلافا وجدلا حادا بين أعضائه، والسبب هو المفكر الإسلامي المعروف طارق رمضان الذي يعمل مستشارا للمجلس في مجال سياسة دمج المهاجرين. ويطالب أعضاء من المجلس ينتمون للحزب الاشتراكي وحزب الشعب للحرية والديمقراطية الليبرالي المحافظ بضرورة اقالة طارق رمضان فورا، وذلك بعد أن عُلم أنه يعمل مقدما لبرنامج تلفزيوني على قناة "برس تي. في" الفضائية الناطقة باللغة الانجليزية، والتي تمولها الحكومة الإيرانية. ويعتقد المحتجون أن العمل الجديد لطارق رمضان الحامل للجنسية السويسرية يجعل منه"شخصا غير موثوق به" ويقلل ايضا من إستقلاليته كمستشار لبلدية روتردام. ولم يعد يخفى على أحد أن "برس. تي. في" قناة ايرانية تمولها حكومة طهران، كما أنه لا يخفى أن المفكر الاسلامي طارق رمضان يعمل لنفس القناة مقدما لبرنامج اسبوعي يحمل عنوان "الإسلام والحياة". وتدور فكرة البرنامج حول المسلمين وقضايا الاندماج في العالم الغربي الحديث. ويمكن للمتصفح لشبكة الانترنت أن يطلع بسهولة على خبر تقديم رمضان للبرنامج المذكور على القناة الإيرانية، الا أن بلدية روتردام لم يصل خبر مستشارها وعمله في "برس. تي. في" الا بعد أن نشر موقع الدليل العلمي الهولندي النبأ على صفحته.
يعرف الخبير في شؤون الشرق الاوسط بيرتوس هاندريكس من مهعد كليننغندال للعلاقات الدولية في لاهاي، أن القناة المذكورة ايرانية التمويل، مثلها مثل الجزيرة الممولة من طرف دولة قطر، وصحيفة الحياة من طرف المملكة السعودية "ليست بالفكرة الجيدة أن يعمل طارق رمضان لتلك القناة الايرانية" يقول بيرتس هاندريكس، الإ أن عمله في "برس. تي. في" لا يجعل منه بالضرورة مناصرا للحكومة الايرانية، وما دام لا يوجه أي انتقدات للسياسة الايرانية فيمكنه أن يستمر في عمله ذاك دون أي عائق.
يرى الخبير في شؤوون الشرق الأوسط بيرتوس هاندريكس أن طارق رمضان يروج لإسلام حداثي خاص بالمسلمين الذين يعيشون في الغرب يتناسب وظروف عيشهم والثقافة السائدة هناك. ويعتقد رمضان أن شكل الاسلام الذي يدعوإليه يساعد في تجنب القطيعة المحتملة بين المسلمين والمساجد في الغرب، وأن تلك العلاقة تضمن ولاء المسلمين لأوطانهم. وبهذه الرسالة يكون طارق رمضان تجنب أي خلاف بينه وبين السلطات الإيرانية.
وقد تبين واضحا أن قناه "برس. تي. في" لا توفر أي هامش لانتقاد أو معارضة السلطات الايرانية. وهذا ما كان أحد الاسباب التي دفعت الصحفي البريطاني نيك فيراري للتوقف عن العمل لصالح تلك القناة عندما دخل في صراع داخلي مع ضميره عقب الإحتجاجات التي اعقبت فوز أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث لم تعرض صور الاحتجاجات اطلاقا على قناة "برس. تي. في."
ويشترط أعضاء المجلس البلدي لروتردام من الحزب الإشتراكي وحزب الشعب للحرية والديمقراطية، وحزب "ليفبار روتردام" أي "روتردام يمكن العيش فيها"، وهو حزب محلي يميني، اقالة طارق رمضان فورا من وظيفته كمستشار للبلدية في مجال ادماج المهاجرين، الا أن إدارة بلدية روتردام ترى أنه من الضروري انتظار الإجابة حول بعض الاسئلة حول القناة الإيرانية قبل اتخاذ أي قرار. • ما الذي تراه أنت في قضية طارق رمضان وعمله في قناة "برس. تي. في"، هل يجعل منه ذلك مستشارا غير موثوق فيه؟ تقرير: سيباستيان غوتليب إذاعة هولندا العالمية