لندن(رويترز)الفجرنيوز:أدانت بريطانيا يوم الجمعة الاحتفالات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس بمناسبة عودة عبد الباسط المقرحي المدان في تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق لوكربي وحاولت الافلات من عواقب دولية لقرار الافراج عنه لاسباب انسانية.وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند للاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "استقبال سفاح قتل كثيرين كالابطال في طرابلس يثير الكثير من الضيق والانزعاج وخاصة بالنسبة لما يصل الى 270 عائلة تحزن يوميا لفقدان أحبائها قبل 21 عاما." وأضاف "كيفية تصرف الحكومة الليبية في الايام القليلة المقبلة ستكون مهمة جدا بالنسبة للطريقة التي ينظر بها العالم الى عودة ليبيا للانخراط في العالم المتحضر." ورفض ميليباند مزاعم ذهبت الى أن الحكومة البريطانية أرادت الافراج عن المقرحي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع ليبيا وأنها سعدت بتحمل حكومة اسكتلندا مسؤولية هذا القرار الذي لا يحظى بالشعبية. وأضاف "هذه وصمة عار لي وللحكومة". وقال انه لم يمارس أي ضغط على الحكومة الاسكتلندية. وحكم على المقرحي ضابط المخابرات الليبي السابق بالسجن مدى الحياة وهو المدان الوحيد في حادث تفجير طائرة شركة بان أمريكان في الرحلة رقم 103 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية. وقتل في التفجير 270 شخصا بينهم 189 أمريكيا. ووصفت واشنطن الافراج عن المقرحي بأنه غلطة. وقال فرانك دوجان رئيس جماعة ضحايا الرحلة 103 التابعة لشركة بان أمريكان التي تمثل عائلات الضحايا الامريكيين انه فهم أن ليبيا وعدت بألا يلقى المقرحي "استقبال الابطال". وتجمع أكثر من ألف شاب ليبي في مطار بطرابلس للترحيب بالمقرحي وهتفوا ولوحوا بالاعلام مع تحرك سيارته بعيدا. وعرض التلفزيون البريطاني صورا لشبان يلوحون بالاعلام الاسكتلندية ذات اللونين الازرق والابيض. وتندر التجمعات الشعبية وعادة ما تتم السيطرة عليها جيدا في ليبيا. ولم تكن وسائل الاعلام الرسمية تتطرق لامكانية عودة المقرحي لكن صحيفة مقربة من سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي كانت تتابع التقدم في قضيته. وفي العام الماضي وعد سيف الاسلام الذي رافق المقرحي أثناء رحلة عودته الى ليبيا بالعمل لاطلاق سراحه وأثنى على السلطات البريطانية والاسكتلندية بكلمات قد تزيد انزعاجهما. وقال المقرحي في بيان بهذه المناسبة "أتوجه شخصيا بالشكر لاصدقائنا في الحكومة البريطانية الذين كان لهم دور هام في الوصول الى هذه النهاية السارة. وأؤكد أن الشعب الليبي لن ينسى هذا الموقف الشجاع من حكومتي بريطانيا واسكتلندا وأن الصداقة بيننا ستتعزز الى الابد وأن صفحة الماضي طويت وصارت خلفنا." واستقبل حشد المقرحي في مطار معيتيقة الدولي الذي كان قاعدة جوية امريكية.