بسم الله الرحمن الرحيم:حركة النهضة تحيي البرلمان التركي:أصدر البرلمان التركي يوم أمس بأغلبية ساحقة قرارا تاريخيا حسم الجدل المحتدم منذ سنوات بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تحيي البرلمان التركي أصدر البرلمان التركي يوم أمس بأغلبية ساحقة قرارا تاريخيا حسم الجدل المحتدم منذ سنوات بين التيار الاسلامي وبين تيار العلمانية المتطرفة، قرارا رفع الحظر الدستوري على ارتداء الزي الاسلامي "غطاء الراس" في الجامعات التركية ، معتبرا الحظر- الذي فرضه العسكر عقب انقلابهم سنة1980 وأكدوه عقب إطاحتهم حكومة نجم الدين اربكان-، عدوانا على حرية الضمير وعلى الحق في التعليم ، عودا الى أصل الإباحة وتأكيدا للحرية الشخصية وتسوية بين المواطنين في الحقوق ورغم أن رفع الحظر تم بأغلبية ساحقة، إلا أن الاقلية العلمانية الأصولية التي لم تنجح في استقطاب أكثر من خمس أعضاء المجلس دعت بالويل والثبور وعظائم الامور، ناقلة المعركة الى الشارع رافعة شعارات تهويلية من قبيل" لا لعودة الخلافة"" تركيا ستبقى دولة علمانية"، فلم تتردد ولم تخجل من توجيه النداء الى العسكر والى الجهاز القضاي للتدخل من أجل استبقاء الحظر التعسفي. أمر عجيب أن تصر الاقلية على فرض إرادتها على الاغلبية في منزع وصائي استبدادي، مع أنه ليس من حق أحد حتى ولو كان أغلبية أن يتظاهر ويحشد أتباعه لحرمان آخر من حقه، أكان أقلية أم أغلبية. وحركة النهضة إزاء هذا الحدث التاريخي في دولة كبرى شقيقة مثلت نموذجا ملهما للنخبة التونسية: تحيي تركيا برلمانا وحكومة وشعبا مهنئة بهذا الانجاز المندرج ضمن المساعي المتدرجة لتصالح الدولة مع هوية مجتمعها وردم الهوة التي حفرتها سياسات التطرف والاستبداد باسم العلمانية ، والعلمانية براء،فقد عرفت في بئاتها الاصلية فلسفة ونهج تحرير للافراد والمجتمعات. - تذكّر أنه في السنة الموالية لسن الحظر على ارتداء الزي الإسلامي في تركيا تقحمت الأصولية العلمانية في تونس بالمجتمع التونسي نفس المخاضة إذ أقدمت على سن قرار إداري حمل الرقم 108سيئ الذكريحظر الخمار تحت مسمى "الزي الطائفي"في كل مؤسسات التعليم والادارة ، فمثّل مذاك مشنقة لآلاف المتدينات في تونس، فرض عليهن الخيار الصعب بين العلم وبين التدين، بين حق التكسب وبين التدين ، بين المشاركة في الحياة العامة بما في ذلك السير في الشارع وبين التدين. ولقد تدخل غلاة المبغضين للاسلام على الخط فدفعوا بالمأساة الى أقصاها. واليوم وقد تهاوى نموذج الاصولية العلمانية في تركيا، نأمل ألا تظل تونس وحدها من بين دول عالم الاسلام متورطة في هذه الشناعة لندن 2008-02-11 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي -------------------------