الجزائر:وجه عدد من المواطنين التونسيين رسالة تدخل إلى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، يطالبون فيها بحق الاستفادة من تعويضات الخدمة التي قدمها آباؤهم وأقاربهم للثورة الجزائرية إبان سنوات حرب التحرير الوطنية.ذكر السيد صالح بن بلقاسم عرفاوي، الذي وصف والده المدعو بلقاسم بن برينيص بن أحمد عرفاوي بمجاهد حرب التحرير الجزائرية، بأن ''قدومه إلى جريدة ''الخبر'' بولاية عنابة كان بتفويض من والدته، ومن طرف بعض المواطنين التونسيين ممن يواجهون نفس الوضعية بهدف نقل رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية عن طريق الصحافة، مضمونها شد انتباه السلطات العليا بأن هناك مواطنين تونسيين ينطبق عليهم كغيرهم من الإخوة الجزائريين قانون الشهيد والمجاهد وابن الشهيد، مستشهدا بحالة والده السيد بلقاسم بن برينيص بن أحمد عرفاوي الذي يعتبره أحد ضحايا حرب التحرير الوطنية الذين كانوا يعملون كمسبلين إبان الثورة''. وأضاف المتحدث ذاته، الذي كان يحمل معه وثائق ومستندات، بأنه ''لا يزال يعتبر والده المتوفى سنة 1995 مجاهد حرب التحرير الجزائرية كونه ساهم بقسط كبير خلال الفترة الممتدة بين سنوات 1949 و1962 في تقديم العون وخدمة الثوار الجزائريين، حيث ضحى المرحوم، حسب المتحدث، بالكثير من ماله وراحته من أجل جمع التبرعات وتقديمها للثوار الجزائريين''، مشيرا بأن ''هذا النشاط كلفه الوقوع في يد المستعمر الفرنسي آنذاك، حيث سجن عدة مرات بسبب ضبط المستعمر على مجموعة من وصلات الدعم المالي كانت بحوزته، إضافة إلى سجنه لمدة ستة أشهر أخرى بتهمة إيواء مجموعة من الثوار الجزائريين''. وذكر السيد صالح بن بلقاسم العرفاوي، المقيم بمنطقة عين الدراهم التونسية، بأن ''والده أقدم على التبرع بالأجور والحقوق الاجتماعية التي كان يتقاضاها حينما كان يعمل في إحدى مقاولات البناء الفرنسية ''كومبين برنارد'' في الفترة الممتدة بين سنوات 1949 و,1957 حيث لم يقع صرف هذه الأموال على عائلته بل تم دفعها والتبرع بها لجبهة التحرير الوطني، وذلك بالتنسيق مع الفرقة السياسية المكلفة بجمع التبرعات من سنة 1957 إلى سنة 1962 والتابعة للفيلق الخامس بالحدود التونسية الجزائرية، وبالتحديد بالمقر الرئيسي للقاعدة الشرقية المشتركة بين الجيشين التحريريين التونسي والجزائري بمنطقة غار الدماء''. وقال السيد العرفاوي بأن اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالجزائر قد راسلت وزارة المجاهدين للبت والدراسة في الملفات التي وردت إليها من طرف بعض المواطنين التونسيين من بينهم ملف والده''. أما رد القنصل العام للجزائر في الكاف فجاء فيه بأن ''طلب شهادة العضوية كان من المفترض أن يقدم وأبوك على قيد الحياة''. واستشهد المواطن التونسي في المطالبة بحقوق الاستفادة من التعويضات عن خدمة والده في الثورة الجزائرية بالتصريح الشرفي المسلم له من طرف بعض المجاهدين الجزائريين، كالمجاهد بن رجم عبد المجيد، ضابط سابق في جيش التحرير الوطني، الذي يحمل بطاقة معطوب حرب التحرير، بأن والده قد ساهم وساند الثورة، وعمل كمسبل وأوكلت له مهمة بناء ''الكازمات'' بالمناطق الحدودية بين الجزائر وتونس. وذكر المتحدث أنه على رئاسة الجمهورية الجزائرية إنصاف والده وعائلته الفقيرة جراء التضحيات الجسام التي قدمها للثورة الجزائرية، مشيرا في ختام حديثه بأنه راسل وزير المجاهدين وقنصل الجزائربالكاف، وطالب منهما الحصول على عون يخرجه مما هو فيه من حاجة، واعترافا لوالده بما قدمه من تضحيات، غير أنه لم تقع الاستجابة لطلبه من السيدين وزير المجاهدين والقنصل الجزائري، على حد قوله.