د. محمد إبراهيم المدهون الفجرنيوز يبدأ شهر رجب الخير ويعتلي رسول الله صلى الله عليه وسلم منبره كما يحدثنا أنس رضى الله عنه مرحباً بهلال رجب متعجلاً مقدم رمضان "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان". إن رمضان بحاجة منا إلى سلوك مشابه لسلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ والإستعداد المبكر لإستقبال رمضان. التهيؤ المطلوب يتم بتهيؤ المعرفة و الإدراك وتهيؤ الشوق و العاطفة وتهيؤ الإرادة والعزيمة. التهيؤ الإدراكي والمعرفي أهم المحطات حيث نتحصل العلم والمعرفة بقدر رمضان ومكانته, نعلم أن فيه ليلة خير من ألف شهر, وأن من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير ليس كمن تقرب في سواه, وأن أوله رحمة وأوسطه مغفرة واخره عتق من النار, وبمقدمه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران, وأن الله ينظر في أول ليلة فيه إلى عباده ومن نظر إليه لا يعذبه, وأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك, وأن الملائكة تستغفر للمؤمنين في كل يوم وليلة, وأن الله عز وجل ينادي جنته بأن تتزين لعباده, وأن الله يغفر لجميع المؤمنين في اخر ليلة من رمضان, وأن ... ومن التهيؤ المعرفي لرمضان ألا نخلط بين رمضان كشهر مبارك والصيام كعبادة. فالصوم في رمضان وغيره, فهناك صوم الكفارات والنذور والنوافل والفروض, حيث أن مادة الصيام في القرآن وردت في ثلاثة عشر موضعاً لا يخص رمضان فيها سوى أربعة مواضع. رمضان شهر الصيام "من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه", ورمضان شهر الفرقان نزولاً ومدارسةً "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" وكان جبريل يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في كل ليلة من رمضان يدارسه القرآن, ورمضان شهر الإعتكاف " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان", ورمضان شهر الجود " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان", ورمضان شهر القيام "من قام رمضان إيماناً وإحتساباً غقر الله له ما تقدم من ذنبه", ورمضان كذلك شهر الصدقة وشهر الجهاد وشهر البر وصلة الرحم, رمضان شهر تتعدد فيه أبواب الخير. علماء السلوك لا يروا ربطاً مباشراً بين الإدراك والسلوك فكم من عالم يغفل, لذلك فرقٌ بين تقدير رمضان ومعرفة مكانته وتوقع مقدمه وبين محبته والتشوق له ولمقدمه. والتهيؤ المعرفي يجب أن يتبعه تهيؤ عاطفي بالتشوق لرمضان من أجل أن يتم الربط بين المعرفة والسلوك. ويتبع ذلك تهيؤاً إرادياً بتملك العزيمة من أجل مواصلة الليل بالقيام والنهار بالصيام. هذا التهيؤ هو نية تنعقد عليها العزيمة فنصوم صيام العارفين لا صيام الغافلين ونتجنب كل ما يؤذي عبادتنا من سلوك فاحش بذيئ. "اللهم أهل رمضان علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام".