في تحد واضح للمسلمين، واستفزاز لمشاعرهم، قررت الصحف الدنماركية الكبرى إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم على صفحاتها اليوم الأربعاء. وجاء الإعلان عن إعادة نشر الرسوم المسيئة بعد إعلان الشرطة الدنماركية أنها اعتقلت مهاجرين تونسيين ودنماركي من أصول مغربية في مدينة "آرهوس" للاشتباه في أنهم خططوا لقتل كورت ويسترجارد (73 عاما) الذي أثارت رسومه غضبا شديدا بين المسلمين عندما رسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يرتدي عمامة بها قنبلة. وقالت السلطات إنها سترحل التونسيين إلى خارج الدانمارك في حين ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب وستطلق سراحه في انتظار نتائج التحقيق. وقالت إليزابيث كنودسن، رئيسة تحرير "برلنسجكي" ثالث أكبر الصحف الدنماركية: "من الواجب علينا أن نرسل رسالة واضحة لكل من يحمل أفكارا جنونية كهؤلاء الذين فكروا في استهداف الرسام كورت ويسترجارد"، كما أكد تيور سايدنفان رئيس تحرير صحيفة "بوليتكين" -ثاني أكبر الصحف الدنماركية- عزم صحيفته إعادة نشر هذه الرسوم في عددها الصادر اليوم كجزء من تغطيتها للاعتقالات التي في مدينة آرهوس. كما قررت صحيفة "يولاندس بوستن"، وهي الصحيفة التي نشرت في الأصل الرسوم المسيئة في سبتمبر عام 2005 إعادة نشرها اليوم أيضا. وكانت الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية قد أثارت موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي دفعت قطاعات عريضة من المسلمين لمقاطعة المنتجات الدنماركية، وتعرضت ثلاث سفارات دنماركية لهجمات، وسقط نحو 50 قتيلا في احتجاجات في الشرق الأوسط وآسيا، لكن جذوة الغضب الإسلامي سرعان ما خبت وعادت المنتجات الدنماركية لتطل على أرفف المتاجر الكبرى في العواصم العربية بعد أن نشرت الصحيفة الدنماركية "تبريرا" لنشر الرسوم، رافضة هي والسلطات الدنماركية تقديم أي اعتذار للمسلمين عما حدث.