لندن:قدّمت «الجماعة الإسلامية المقاتلة» الليبية اعتذاراً رسمياً إلى العقيد معمر القذافي عن محاولتها إطاحة نظامه في تسعينات القرن الماضي، في خطوة تأتي بعد شهر تقريباً من «المراجعات» التي أجراها قادتها المعتقلون في سجن أبو سليم بطرابلس والتي خلصوا فيها إلى رفض استخدام العنف ضد النظام وانتقدوا ممارسات تقوم بها بعض الجماعات المسلحة باسم الإسلام.وقال سجناء «المقاتلة» في طرابلس في بيان باسمهم موجه إلى القذافي بمناسبة مرور 40 سنة على الانقلاب الذي قاده إلى السلطة: «ننتهز هذه الفرصة لتهنئتكم بحلول شهر رمضان المبارك ... وبهذه المناسبة نتقدم إليكم باعتذارنا عن جميع ما صدر منا في حقكم وذلك ابتداء من تكوين تنظيم سري إلى كل ما تفرّع عنه من أعمال صغير أو كبيرة». وتمنوا منه قبول «بالغ اعتذارنا وفائق احترامنا». وعلمت «الحياة» أن البيان صيغ بناء على طلب السلطات الليبية التي لا يثق بعض مراكز القوى فيها بنيات «الجماعة المقاتلة». لكن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، يبدو مصمماً على السير قدماً في الحوار مع قادة هذه الجماعة، وهو حوار أثمر في نهاية المطاف إعلان القادة المعتقلين «مراجعات» تدين أساليب كانت الجماعة نفسها تستخدمها في الماضي بهدف قلب النظام. وسألت «الحياة» القيادي السابق في «المقاتلة» نعمان بن عثمان عن رأيه في البيان فاكتفى بالقول إنه «يعتبر العقيد القذافي صمام أمان للمجتمع والدولة» في ليبيا. لكن لا يُعتقد أن كافة أوساط «المقاتلة» خارج ليبيا سترحب بفحوى «الاعتذار». ويُذكّر الموقف الجديد ل «المقاتلة» بالاعتذار الذي قدّمته «الجماعة الإسلامية» المصرية لعائلة الرئيس الراحل أنور السادات الذي قتله أفراد من الجماعة عام 1981. وكانت «الجماعة الإسلامية» سبّاقة في إصدار «مراجعات» تخلّت فيها عن العنف وسيلة لتحقيق أهدافها. - كميل الطويل الحياة