بعد أسبوع واحد من الاجتماع الذي عقده وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية بأعضاء الجامعة تعقد هذا اليوم الجامعة التونسية لكرة القدم أول اجتماع لها بعد نهائيات غانا للأمم الافريقية وذلك في حدود الساعة السابعة والنصف بعد الزوال لتنظر في عدة ملفات هامة لعل أولها وأهمها تقييم المشاركة التونسية في «كان» 2008 بتامالي (غانا) والتحدث في شأن الاطار الفني الذي بقدر ما تم الاتفاق حول الطلاق بالتراضي معه في انتظار بعض الجزئيات الصغيرة التي مازال التفاوض في شأنها مستمرا فإن البعض القليل من اعضاء المكتب الجامعي لا يريد الخضوع الى ضغط الشارع الرياضي حتى وان كان يطالب بفسخ العقد والاتفاق بأن عدم ادراك المربع الذهبي يعني انتهاء المكتوب بصفة آلية.. من جهة أخرى سيتم النظر في ترتيبات «السوبر» القاري المنتظر اجراؤه يوم 23 فيفري الجاري بملعب رادس والذي سيجمع النجم الساحلي بالنادي الصفاقسي فضلا عن التعمق في الرزنامة العامة وتحوير بعض جزئياتها بما يتماشى والأوضاع الجديدة في كرتنا التونسية ومواعيدها قبل النظر في موعد الكوت ديفوار ليوم الفيفا (26 مارس المقبل) بباريس (فرنسا) وذلك على حسابها من حيث كل الجوانب.. عودة البطولة... والتأويل..؟ المتأمل في اجتماع اليوم الذي كان من المنتظر عقده إما يوم الخميس (غدا) او الجمعة (بعد غد) يلاحظ ولاشك ان اطرافا أخرى تدخلت للاسراع بعقد هذا الاجتماع بصفة مبكرة خاصة ان هذا الاسبوع سيكون مضخما بضغط كبير على مستوى العمل حيث ستستأنف البطولة نشاطها بخوض الجولة الثالثة لمرحلة الاياب مقابل دخول بعض الأندية في تصفيات السباق القاري فضلا عن رفع الغشاوة عن ظروف المنتخب وإطاره الفني بعد تعدد الروايات والتحاليل والتوغل في ثنايا التأويل وما شابه ذلك في ظل تناقض المعلومات الصادرة عن بعض أعضاء المكتب الجامعي وحتى غيابها في الأحيان الأخرى. هذه الليلة... موعد الحسم في لومار وفي الوقت الذي ظل فيه العديد من الرياضيين يتساءلون هل ان لومار سيتمسك بما اتفق حوله مع بعض الاعضاء في الجامعة حول رحيله ام انه سيعود الى عناده ليصر على انهاء مدة عقده خاصة بعد وصول ملفات عشرات المدربين الذين يريدون خلافته وذلك بأشكال متعددة... يرى البعض انه لا مجال لبقائه وخاصة بعد الخضوع الى الأمر الواقع ليكون هذا اليوم وتحديدا هذه الليلة موعد الحسم في شأنه او تكوين لجنة قد تنضم إليها بعض الشخصيات الرياضية للحوار معه من جديد والنظر في ما يجب ان يكون خلال المرحلة القادمة..؟؟!! ضغط كبير في جوان المقبل وللتذكير فقط فإن مواعيد تصفيات الأدوار التمهيدية الاولى لنهائيات «المونديال» وال «كان» 2010 ستنطلق بداية من ماي المقبل اي بعد ثلاثة اشهر ونصف تقريبا ليكون موعدنا الاول يوم 30 ماي بملاقاة بوركينا فاسو بملعب رادس قبل التحول الى السيشال يوم 6 جوان ثم إلى بورندي يوم 13 جوان فاستقبال بورندي يوم 20 جوان ثم التحول الى بوركينا فاسو يوم 5 سبتمبر والسيشال يوم 10 أكتوبر ليتضح ما يؤكد ان شهر جوان سيكون تحت ضغط كبير على مستوى المباريات الرسمية باعتبار انه بين 30 ماي و20 جوان المقبلين سيخوض منتخبنا الوطني اربع مباريات كاملة.. من يمتلك الحقيقة؟! ومما لا شك فيه أن السؤال الذي يفرض نفسه في مثل هذه الحالة هو: هل أننا نستطيع تدارك وضعنا بصفة واقعية قبل هذه المواعيد المتراكمة ودون الرجوع الى التعليل العقيم أو التحليل المتحامل أو المجامل أم أننا سنستمر في السفسطة والدمغجة والشخصنة تاركين مصلحة كرتنا متأرجحة بين الشك والتعلق بامتلاك الحقيقة التي يؤكد كل المنظرين من داخل المكتب الجامعي وخارجه أنه يمتلك مفاتيحها بمفرده. ترتيبات... وتشريفات... وتوضيحات «السوبر» ومثلما أشرنا الى تفاصيله في عدد الأمس سيتعزز الحديث حوله هذا اليوم بعد الاتفاق مع طرفي المباراة النجم والصفاقسي يوم السبت الماضي خاصة أن بعض الجزئيات مازالت غامضة على غرار الأسعار التي سيتم تحديدها حول «المقصورات» على مختلفها بالمنصة الشرفية فضلا عن عمليات تشريفات واستقبال رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي للكنفديرالية الافريقية لكرة القدم والملفات التي ستطرح معهم حول احتجاجات جامعتنا والتي سجلت استياء «الكاف» سواء على مستوى ظروف «تامالي» أو التصريحات الخاصة بتحكيم كوليبالي الذي أدار لقاء تونس والكامرون في الدور ربع النهائي فضلا عن بعض الملفات الأخرى خاصة أن مكتب الكنفديرالية سيعقد اجتماعه بتونس على هامش لقاء «السوبر». تمزق في صلب المكتب الجامعي!!؟ وحتى لا ننسى نشير الى أن أعضاء المكتب الجامعي أنفسهم وفي ظل الأجواء المتوترة التي عرفها المشهد الكروي منذ أسابيع عرفوا بعض التململ وحتى التمزق بعيدا عن الانسجام الذي من المفروض أن يكون مجسدا في أرقى معانيه باعتبار أن القائمة واحدة وموحّدة وسبق لمختلف أعضائها التأكيد منذ الحملة الانتخابية أن الغاية واحدة وتطبيق ما تضمنه المشروع الانتخابي ضرورة ملحة خاصة بعد الاتفاق مع مختلف ممثلي الاندية على ذلك في عديد المناسبات لعل آخرها في الجلسة العامة العادية ليوم 30 نوفمبر الفارط فضلا عما برز في مختلف الرابطات سواء كانت المحترفة تحت اشراف علي الحفصي أو رابطة الهواة تحت اشراف محمد السلامي وأيضا في الرابطات الجهوية وحتى في اللجان على مختلفها... غير أن الصمود بدا هشا وربما هناك بعض الأسباب التي بعثرت الاوراق على غرار الخضوع الى الوصاية والتدخلات الجانبية من جهة والانفراد بالرأي من جهة أخرى!!! بين خشية التدخل... والتّعنت؟ قد يكون اجتماع اليوم حاسما على مختلف الواجهات والمستويات وقد تتغير المعطيات لربح الوقت لمجرد خشية تدخل هذا أو لتعنت ذاك غير أن المنطقي والعقلاني هو وضع مصلحة كرتنا التونسية فوق كل الاعتبارات (حتى وان يعتقد كل طرف أنه لا يفكر الا في هذه المصلحة العليا) والبحث عن الدواء الناجع بعد التشخيص العلمي قبل التوضيح السليم للرأي العام دون تعتيم على مختلف الأوضاع والظروف والحلول. * علي الخميلي صحيفة الشروق تعليق : دوامة اللامفهوم انتهت النهائيات الافريقية وتوج من توج وشرف من شرف وعدنا نحن محملين بالأسئلة فقط ومازلنا لا نعرف الى الآن إن كنا فشلنا أم نجحنا ومازلنا سنعقد الاجتماعات والجلسات ونجمع التقارير لنعرف في النهاية إن كانت المشاركة ناجحة أم فاشلة، مازلنا نردد نفس الأسئلة من أخطأ؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ وما هي الأهداف التي حددناها قبل الذهاب الى غانا؟ مازلنا نتخبط كالعادة في دوامة اللامفهوم ومازلنا لم نتمكن من الإجابة عن أي سؤال وهذه الدوامة ليست جديدة على كرة القدم التونسية وكثيرا ما طويت الملفات دون إيضاح ولا توضيح.. في بداية الموسم الفارط انسحب الجواشي من النادي الصفاقسي وكان يهدد بكشف كل شيء عندما يتكلم الآخرون وتحديدا الزحاف ويقايض الكتمان بكتمان أو كشفا بكشف وكأن لكل طرف أوراقه وأسلحته ولكن الأفضل استعمالها في الدفاع لا في الهجوم.. هذا السيناريو تكرّر في الكثير من المناسبات، وقد انسحب الواعر مؤخرا من الترجي وهدّد بقول كلّ شيء وهدّد رئيس النادي أيضا، وهذه الأيام يهدد مسؤولو الجامعة ب»استكباش» (من كبش الفداء) معلول والأكيد أنه سيهدد بقول كل شيء وسيصمت الجميع لنبقى نحن نتخبط في دوامة اللامفهوم والأكيد أن الأيام القادمة لن تفرز أكثر من «سيناريوهين» الأول الذي ذكر سابقا وأن تكتفي كل الأطراف بالتهديد والثاني أن يجتمع المكتب الجامعي أكثر من مرة وان يعد كل طرف تقريرا مطولا وتجمع كل التقارير أن الفاعل مجهول وبالتالي لا شيء سيتغير بالنسبة للنسور إن كانت مازالت فعلا نسور. * فرج الفجاري