دعا فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الحكومات إلى السماح بالنقد الموضوعي الهادف، مشيراً إلى أن الحكومات العربية والإسلامية منها من تنحاز إلى الاهتمام بالتسلح على حساب التنمية، وأن لنا في الاتحاد السوفيتي عبرة فلم تنفعه ترساناته النووية عندما جرت عليه سُنّة الانهيار.وقال الشيخ سلمان في حلقة أمس الأربعاء من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يُبَثُّ على فضائية mbc : يجب أن يكون هناك مساحات للنقد الموضوعي والجرأة المعتدلة في النقد، ولكن ينبغي أن يكون هناك طرق وأسباب وأبواب تجعل لهذا النقد قيمةً، بدلًا من أن يكون مجرد مفرقعات أو مجرد فقَّاعات أو أنواع من التجاذبات داخل المجتمع. وأضاف فضيلته: ينبغي أن نتدرَّع نحن جميعًا بالأدب والعبارة الجميلة حتى حينما ننتقد، فمجتمعنا يحتاج إلى النقد، فالحاكم يحتاج أن ينتقَد، وكذا المحكوم: الإعلامي والمثقف والزوج والزوجة والجميع، ولكن نحتاج أيضًا أن نكون شجعانًا بأن ننتقد أنفسنا مثلما ننتقد الآخرين. التنمية أَوْلَى وفي السياق ذاته، دعا الدكتور العودة الحكومات العربية والإسلامية إلى عدم الانحياز إلى السلاح على حساب تحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن أي دولة في العالم عندها أسلحة وينبغي أن يكون عندها قوة تحمي بها نفسها وحدودها وقدراتها، ولكن لا بدَّ من تحقيق التوازن ما بين الأسلحة وما بين ما يتعلق بالتنمية أولا. وأردف فضيلته: إن دولة مثل الاتحاد السوفيتي لم تُغنِ عنهم أسلحتهم النووية وترسانتهم القوية شيئًا عندما حقت عليهم السنّة في الانهيار، بسبب ضعف ترابط المجتمع، وعدم الوعي، وعدم مراعاة القيمة الإنسانية للمواطن، وهكذا هناك أشياء كثيرة ينبغي أن يكون فيها توازن، حتى لا تتحوَّل إلى أدوات كل واحد منا ينحي بها على الآخر، وإنما يتم النظر إليها بتوازن وعقلانية ويستمع الحاكم إلى نقد، وقد يوجد الحق عند شخص ضعيف وربما يخفى على شخص كبير أحيانًا. تحديد جنس المولود وردًّا على سؤال في هذه الحلقة من البرنامج التي خصِّصت للحديث عن "الإنجاب" يقول: هل يجوز تحديد جنس المولود؟ قال الشيخ سلمان: إن تحديد جنس المولود إذا كان المقصود منه -مثلًا- رغبة أحد الأبوين في جنس دون آخر مثلًا عادات جاهلية أنه يريد ذكورًا ولا يريد إناثًا كما يقع عند بعض العرب، فهذا لا يجوز لأنه يعتمد على مبدأ ونظرية فاسدة ومخالفة للشريعة ومخالفة لحكم الله تعالى في أنه خلقكم من نفس واحدة، وكذلك إذا كانت المقاصد سيئة أو فاسدة أو تحوَّلت إلى عبث بالتكوين والتركيبة البشرية وتغليب جانب على جانب أو جنس على جنس؛ لأن هذا من المقاصد الربانية في التوازن. وأضاف فضيلته: لكن لو كان هناك سبب وجيه مثل أن يكون المتزوجان أقارب يمكن للمولود الذكر أن يصاب جراء ذلك بمرض مثل فقر الدم أو تخلف أو غيره، أو الأنثى تصاب بمرض، أو ما أشبه ذلك من الأسباب التي لها اعتبار ولها قيمة، فإذا تمَّ تركيز جنس المولود بذكَر سلِم من هذا المرض مثلاً، فإن هذا سبب وجيه أن يكون هناك تحديد لهذا الجنس، وهنا لا بأس بذلك وهذا لا يخالف إرادة الله سبحانه وتعالى؛ لأنه أصلًا حتى الذي جاء ذكرًا أو أنثى بإرادة الله، وفعل البشر ليس إلا سببًا. وأوضح الدكتور العودة أن هذا يكون قبل التكوين، لكن لا يجوز التلاعب في جنس الجنين بعد تكوينه، فالراجح أنه لا يجوز التحكم في نقل الجنين، إن كان هذا مقدورًا عليه علميًّا، من أنثى إلى ذكر بعد التكوين لأنه هنا يدخل في قوله تعالى : "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" (النساء 119) ولذلك فالغالب أن هذا الجنين الذي تمَّ تغييره من أنثى إلى ذكر سيكون له على المدى الطويل آثار سلبية وسيئة حتى على نفسه وتكوينه ونفسيته واعتبارات كثيرة.