اتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان حكومة الخرطوم بتنظيم وتسليح مسلحي قبيلة "لو نوير" الذين هاجموا قرية "هول" التي يسكنها ابناء قبيلة "الدينكا" في ولاية جونجلي في جنوب السودان صباح الاحد.واعرب الناطق العسكري باسم حكومة جنوبي السودان الجنرال كول ديم كول عن اعتقاده ان المهاجمين اللذين شنوا هجوم الاحد والذي اسفر عن سقوط اكثر من مائة قتيل جرى "تنظيمهم وتسلحيهم من قبل حزب المؤتمر الوطني الحاكم" الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير. واضاف ان الهجوم يهدف الى زعزعة استقرار الجنوب مع اقتراب موعد الانتخابات مشيرا الى انه لم يكن بسبب الخلاف على المراعي بل كان موجها ضد قوات الامن التابعة لحكومة الجنوب. واشار الى سقوط 22 قتيلا في صفوف المهاجمين من بين 102 شخصا سقطوا، اكثر من نصفهم من المدنيين الى جانب اكثر من 20 جنديا تابعا لحكومة الجنوب. تحذير من جهة اخرى اعلن مراقب الاممالمتحدة لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب السودان ديفيد جريسلي ان الهجوم استهدف وحدة عسكرية تابعة لحكومة الجنوب في القرية. وحذر المسؤول الاممي من تردي الاوضاع الامنية في جنوب السودان "ما دامت هناك كميات كبيرة من السلاح وتوتر في المنطقة، وهو ما يثير قلقنا وقلق حكومة جنوب السودان ايضا". وتقول الاممالمتحدة ان العنف القبلي ادى منذ بداية الحالي الى مقتل اكثر من 2000 شخص وتشريد ربع مليون انسان وهو ما يتجاوز اعداد القتلى والمشردين في اقليم دارفور خلال نفس الفترة. وأثار تصاعد أعمال القتل هذا العام مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب السودان الذي مازال يتعافى من حرب اهلية استمرت 22 عاما. ويتهم ساسة جنوبيون المسؤولين في شمال السودان بتسليح القبائل المتناحرة لنشر الفوضى قبل الانتخابات المقررة في أبريل/نيسان 2010 والاستفتاء بشأن استقلال الجنوب في عام 2011 بموجب اتفاق السلام لعام 2005. ونص الاتفاق على فترة انتقالية في الجنوب يسري فيها عليه نظام الحكم الذاتي حتى عام 2011 حيث يجري خلاله استفتاء على حق تقرير المصير هناك.