جاء في البيان، الذي لم يتسن التأكد من صحته والمذيل بتوقيع "مكتب المتحدث الرسمي باسم مجلس شورى الملثمين"، "نبشرك يا أمتنا المسلمة بأننا سننشر فضائح مرئية جديدة حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلمي المنافقين، وإننا ما زلنا ندعوا شبابنا في الصحراء المسلمة وفي غيرها من بلاد الإسلام إلى الانضمام إلى صفوف إخوانهم المجاهدين أينما كانوا ودعمهم بشتّى الوسائل والطرق". واستبعدت المصادر نفسها أن يرفع التأهب الأمني مجددا إلى الدرجة القصوى (اللون الأحمر)، مشيرة إلى أن درجة اليقظة والحذر ظلا دائما في المستوى نفسه اللذين كانا عليه لأن "التهديد الإرهابي ما زال قائما". ورجحت المصادر أن يكون في المجلس متطرفون مغاربة، مضيفة أن الأجهزة الأمنية بدأت في تحليل هذا البيان لكشف ما إذا كان يتضمن تهديدات مباشرة للمملكة. وسبق أن عرض هذا التنظيم، الذي ينشط عناصره في صحراء مالي وفي بعض المناطق بموريتانيا، شريطا سمعيا تضمن تهديدات مباشرة إلى المغرب، ما اضطر الأجهزة الأمنية إلى رفع الاستفار الأمني إلى أقصى درجاته، بعد ورود تقارير تفيد احتمال تنفيذ عناصره اعتداءات إرهابية. وأوضح محمد ضريف، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن هذا الإعلان يعد بمثابة "خطوة في إطار هيكلة هذا التنظيم"، الذي تأسس منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أنه اعتاد أن ينشر في أشرطته السابقة صور بعض المغاربة المتهمين في اعتداءات 11 مارس في مدريد في 2004، أما الآن فاعتمد أسلوبا جديدا يقود إلى طرح مجموعة من التساؤلات حول حقيقة وجوده. وقال محمد ضريف، في تصريح ل "المغربية"، إن "هناك تصورين، الأول يرجح فرضية أن هذه الجماعة غير موجودة، وأن جهات تريد التشويش من خلاله على قاعدة المغرب في بلاد المغرب الإسلامي، أما الثاني فيرى بأنها مجموعة من السلفيين، الذين كانوا يشتغلون في الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، خاصة كتيبة الملثمين التي كان يقودها مختار بلمختار الملقب ب (الأعور)، والذين رفضوا الانضمام إلى القاعدة في بلاد المغرب، ما دفعهم إلى تأسيس تنظيم خاص بهم". وأبرز الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أنه "إلى حدود اليوم لم تثبت هذه الجماعة وجودها الميداني، ما يطرح مجموعة من علامات الاستفهام، إذ أن جميع العمليات التي شهدتها موريتانيا أخيرا تبنتها القاعدة"، وزاد مفسرا "حسب ما هو معمول به، كل جماعة عندما تتأسس تكون مهيكلة، وهنا نجد أن أنصار الإسلام تعتمد هذه الخطوة بعد 3 سنوات من تأسيسها". ولاحظ ضريف وجود اختلاف بين البيان الجديد وسابقيه، إذ أشار إلى أن هناك تباينا من حيث المضمون، وعلق قائلا "هناك نوع من تعويم القضية، لأنه تطرق إلى أحداث بعيدة جغرافيا عن المنطقة. وهذا ما يزيد من التشكيك حول حقيقة وجود هذه الجماعة". وكان الناطق الرسمي باسم "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة بلاد الملثمين"، أكد في شريط سابق تأييده لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، موجها رسالة مساندة و"وحدة" إلى المدعو أبو مصعب عبد الودود، الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي في الجزائر. كما وجه المتحدث باسم التنظيم "نداء" إلى العناصر المسلحة لعدم التأثر ب "المتخاذلين والمخالفين"، في إشارة إلى المسلحين التائبين، الذين تخلوا عن النشاط الإرهابي، وشرعوا في تقديم معلومات لمصالح الأمن الجزائري، في اعترافات وشهادات لهم بعد استسلامهم، كما وجه التنظيم رسالة لتلقي دعم وتضامن وفتاوى لصالح نشاطه من طرف "علماء الأمة".