أثار نشر سبع صحف دانماركية مؤخرا لرسوم مسيئة للرسول محمد عليه السلام،مجموعة من ردود الفعل الغاضبة في الأوساط السياسية والدينية في موريتانيا.فقد نظمت محاضرات داخل عدد من مساجد العاصمة الموريتانية نواكشوط أمس ندد خلالها العلماء والأئمة بنشر هذه الرسوم. ودعا أئمة مشاهير إلي مواجهة نشر هذه الرسوم بما يلزم من معاملة بالمثل ومن مقاطعة اقتصادية ومن ضغوط علي جميع المنابر الدولية. وأصدر حزبان موريتانيان هما التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (التيار الاسلامي) وحزب الاتحاد والتغير الموريتاني (حاتم)، بيانين منفصلين أعلن فيهما الحزبان شجبهما التام واستنكارهما المطلق للخطوة التي قامت بها الصحف الدانمركية السبع عندما قامت قبل يومين بإعادة نشر الرسوم التافهة والتي تظن واهمة أنها يمكن أن تسيء للحبيب صلي الله عليه وسلم . وأكد البيان الصادر عن حزب حاتم أن ما قامت به الصحف الدانمركية يكشف عن مقدار التلفيق والحقد المغلف بادعاء ممارسة حرية النشر وحرية التعبير مضيفا أن تكرار هذه الإساءات يعكس وجود إرادة كيدية لدي بعض الأوساط الغربية هدفها النيل من الصورة المشرقة للإسلام والتحريض علي معتنقيه والتنكر لسماحته وحضاريته للحيلولة دون انتشاره المتزايد في تلك الأوساط. وأكد حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم) أن ممارسة الحق في الحرية ليس قرينا للإساءة إلي ديانات الآخرين والنيل من مقدساتهم ومشاعرهم مضيفا أن الاستمراء في الإساءة إلي الدين الإسلامي وتحدي المسلمين والنيل من أقدس مقدساتهم لا يساهم في جعل العالم أكثر أمانا بل يجره إلي مزيد من التوتير ويدخله في دوامة الفعل ورد الفعل. وأوضح حزب حاتم أن أوروبا العلمانية ما زالت عاجزة عن تجسيد علمانيتها علي أرض الواقع فلتتحرر أولا،من كل أدران الصليبية التي ما زالت في الواقع ترهنها في زاوية العداء المقدس والأبدي للدين الإسلامي وللمسلمين. وشدد الحزب علي أن التسامح والانفتاح وحق الاختلاف هي الدعامات الكبري التي يجب أن يبني عليها عالم اليوم وهي الروح التي يجب أن ينفثها المتحضرون في حضارة القرن الحادي والعشرين إذ لا حضارة ولا تحضر بدون ذلك. ولفت الحزب الأنظار إلي خطورة تحكم معايير الكيل بمكيالين التي تجرم بمجرد التشكيك في محرقة مزعومة وتتواطأ مع المسيئين إلي ديانة أتباعها يزيدون علي المليار من البشر. إن الروح العدائية والاعتداء المتكرر من قبل الإعلام الدانمركي علي مقدسات المسلمين ونبي البشرية،يضيف البيان، يعبر عن استحكام فكر ديني ظلامي منغلق. وندد حزب حاتم بما وصفه بالممارسات وبالاستهتار المنظم والممنهج من قبل حملة الفكر الصليبي الصهيوني علي مقدساتنا الإسلامية ورموزنا الدينية. ودعا الحزب القيادات السياسية والدينية والوطنية والإعلامية وكافة القوي الحية في البلاد الإسلامية إلي الوقوف دون تمادي هؤلاء في غيهم عبر إجراءات رادعة ومنسجمة مع الروح الحضارية لديننا الحنيف. وفي بيان آخر أكد التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (التيار الاسلامي الموريتاني) أن إعادة نشر هذه الرسوم السخيفة ليؤكد أن هناك من يسعي وبقوة إلي جر العالم إلي أتون الويلات ومن يهدم جسور التواصل ويحفر أنفاق الأحقاد والإرهاب، ويدفع باتجاه صدام الحضارات. وأكد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية،انه تأسيسا علي مشروعه القائم يعلن استنكاره الصارخ لهذا الإثم الذي مارسته بعض صحف الدانمارك عن تعمد وسبق إصرار يؤكد إدانته القوية لهذا الفعل الشنيع ورفضه لاعتباره جزءا من حرية التعبير المزعومة. ودعا الاسلاميون الحكومات الإسلامية لاتخاذ مواقف واضحة تمنع تكرار هذه الإهانة الفجة والاحتقار الصارخ كما دعوا الشعوب العربية والإسلامية وكل الخيرين وأنصار الإنسانية في العالم إلي التحرك الفعال والسريع لإيقاف هذه الحملة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام ومقدساته. ودعا الحزب الاسلامي حكومة الدانمرك وكل الدول الغربية إلي سن التشريعات التي تمنع الإساءة للدين الإسلامي أسوة بتك التشريعات التي تمنع الإساءة لقيم وتاريخ شعوب وديانات أخري.