فيينا (آكي)الفجرنيوز:أعربت وزيرة الخارجية النمساوية أرسولا بلاسنك عن اعتقادها القوي بأن عملية اندماج المسلمين وانخراطهم في المجتمعات الأوروبية والغربية التي يعيشون يمكن أن تنجح فقط عندما يحترمون خصائص وثقافات ومعتقدات الدول الأوروبية والغربية التي يعيشون فيها، بما في ذلك مشاركتهم في الشؤون السياسية والاقتصادية ونظام التعليم وسوق العمل والخدمات الاجتماعية. وأوضحت الوزيرة بلاسنك في بيان صحافي وزعته وزارة الخارجية النمساوية بعد انتهاء أعمال الدورة الأولى للمنتدى الأوروبي الدولي لتسهيل اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية الذي استضافته اليوم سلوفينيا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي وقد شارك في المنتدى الأوروبي الدولي الذي انعقد تحت شعار "المواطنة الكاملة في أوروبا: هل نحن نريد مبادئ توجيهية جديدة لأفضل وسيلة لدمج المسلمين والمسلمات في المجتمعات الغربية؟"، عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء والعلماء ومندوبي المنظمات الدولية. وقد ناقش المشاركون في المنتدى جدول أعمال حافلاً بالقضايا والمسائل المثيرة للجدل، وفي طليعتها"كيفية تجاوز التحديات والعقبات التي تواجه اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية والغربية المتعددة" وأوضحت الوزيرة بلاسنك أن تنظيم المنتدى الأوروبي الدولي للحوار، استند على نتائج التوصيات التي تبناها مؤتمر الشباب والشابات المسلمين في الغرب والذي استضافته الحكومة النمساوية في آيار/مايو الماضي بمدينة سالزبورغ تحت شعار "نحو مواطنة كاملة في أوروبا: هل نريد مبادئ توجيهية جديدة من أجل أفضل وسيلة لدمع المسلمين والمسلمات في المجتمعات الغربية" واشارت بلاسنك إلى أنها ركزت خلال ندوة الحوار التي ترأستها على تأثير القوانين الأوروبية على الشريعة الإسلامية، وقالت "مما لا شكّ فيه أن المجتمع ليس فقط مجموعة من القيّم والمبادئ بل مجموعة من القوانين، بحيث نأخذ في الاعتبار ضمان حق المواطنة والانتماء للجميع، وبأن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات في الوطن والمجتمع". ورأت الوزيرة النمساوية أن اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية ينبغي أن يتم في إطار التنوّع والولاء للأوطان والمجتمعات التي يعيشون فيها سواء في أوروبا أو في الغرب بشكل عام ونوهت وزيرة الخارجية النمساوية بأهمية التوصيات الواردة في البيان الختامي لمؤتمر الأئمة والدعاة المسلمين الذي استضافته مدينة غراتس في العام 2003، والذي أكد في جملة أمور على أهمية التعاون والتنسيق من أجل تجاوز التحديات ومكافحة نشوء التجمعات المزدوجة، مع ضرورة التركيز على العمل المشترك من أجل تسهيل اندماج المسلمين وانخراطهم في المجتمعات التي يعيشون فيها بشرط أن لا يتخلوا عن معتقداتهم وخصائصهم وثقافاتهم. ورأت الوزيرة النمساوية أنه لا مجال لنظم القوانين الموازية، بل ينبغي أن تتسم النظم القانونية الواحدة بالقدرة على تسوية النزاعات واحتوائها وفي هذا السياق، شدّدت الوزيرة بلاسنك على أهمية دور المرأة المسلمة ومشاركتها الفعالة من أجل نجاح عملية اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية والغربية التي يعيشون فيها. وأردفت إلى القول "المواطنة النشطة في أوروبا تستند إلى الاندماج الناجح، والتكامل في أوروبا ليس محصوراً بها، لأن اندماج وانخراط المهاجرين في مجتمعات الدول الأوروبية أو الغربية التي يعيشون فيها هي عملية طويلة الأمد" وشدّدت الوزيرة بلاسنك على القول "ومن أجل مواطن فاعل، ولضمان نجاح الاندماج، نحن بحاجة إلى قانون واحد وإطار عمل سياسي، مع ضرورة اعتماد الحوار المفتوح وتوفر الإرادة الحسنة والرغبة الكاملة في الاندماج الحقيقي، والاستعداد التام للقول نعم لأوروبا ولقيمها"، مشيرةً إلى أن النمسا نجحت إلى حدٍ بعيد في صياغة الإطار لقانون وطني لتحقيق الاندماج، وبحيث يضمن حق كل مواطن ويتقبل كل أفكاره ومقترحاته، على حد تعبيرها. وأعربت عن اعتقادها بان "النقاش حول الإسلام في أوروبا، فنحن ندرك تماماً بأنه بامكان المسلمين الأوروبيين أن يساهموا بصياغة هوية إسلامية أوروبية في إطار إسلام أوروبي" على حد تعبيرها. وخلصت إلى التأكيد على أهمية دور الشباب والشابات المسلمين والعلماء المسلمين في تحقيق هذا النموذج، مع الأخذ في الاعتبار القيم الأوروبية، مع التركيز على أهمية تطوير التعليم الديني الإسلامي في المدارس النمساوية وجدير بالذكر أن مندوبين عن منظمات المجتمع المدني، من بينها على سبيل المثال مركز الحوار في جامعة نيويورك، والمنتدى العالمي للحوار في سالزبورغ، ومركز فايندنفيلد البريطاني للدراسات والحوارات الاستراتيجية، شاركوا في أعمال المنتدى الأوروبي الدولي، بالإضافة إلى رئيس مجلس العلماء في البوسنة والهرسك الشيخ مصطفى سيتريتش. كما سيشارك في أعمال المنتدى نخبة من الخبراء والباحثين في الشؤون الإسلامية، وكبار المسؤولين من بينهم وزير خارجية افغانستان رنجين دادفار سبانتا، والامين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بارين دي بريخامباوت، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو، ومندوب الأممالمتحدة لتحالف الحضارات يورغو سامايو ومن المتوقع أن يختتم المنتدى الدولي للحوار أعمال دورته الأولى في وقت لاحق مساء اليوم بإعلان البيان الختامي والتوصيات المتعلقة بتسهيل عملية دمج المسلمين في مجتمعات الدول الأوروبية والغربية التي يعيشون فيها