القرضاوي ينبه: حظر المآذن يثير الضغائن محمد صبرة الدوحة- حذر العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من أن حظر بناء المآذن في بعض البلاد الأوروبية سوف يؤدي إلى إثارة ضغائن المسلمين وزرع الحقد في نفوسهم. وقال القرضاوي الذي يرأس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء في خطبة الجمعة 6-11-2009 التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة: إن "السماح للمسلمين (في الغرب) بإظهار شعائر دينهم من خلال المساجد والمآذن يشعرهم بأن الناس متساوون وأنهم يتمتعون بنفس الحقوق التي يحظى بها أتباع الديانات الأخرى". وأضاف محذرا أن: "حظر المآذن سوف يؤدي إلى إثارة ضغائن المسلمين وزرع الحقد في نفوسهم بعدم احترام شعائرهم". ونبه القرضاوي إلى أن الانتقاص من حقوق المسلمين الدينية يمنع ولاءهم للدول التي يقيمون بها، ويحول دون اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها. طالع أيضا: * مسلمو أوروبا لمسلمي سويسرا: لا تتنازلوا عن المآذن * القرضاوي: لماذا نمنع النقاب ولا نمنع الميكروجيب؟! * مسلمو سويسرا: ندافع عن هويتنا لا المآذن وأكد القرضاوي أن من حق ملايين المسلمين الذين يحملون جنسيات أوروبية أن تكون لهم مساجد ومآذن تعلمهم بموعد صلواتهم، وتدلهم على أماكن الصلاة. وأضاف قائلا: "من حق المسلمين أن يظهروا شعائر دينهم أسوة بالمسيحيين الذين يعلنون شعائرهم في الكنائس"، داعيا الأوروبيين لأن يكونوا متسامحين وأن يعاملوا المسلمين كما يعاملون أتباع الديانات الأخرى حتى يكسبوا محبتهم ويشعروهم بالأخوة والمساواة. وأوضح الشيخ القرضاوي أن "الإسلام يعتبر البشرية أسرة واحدة، أبوهم واحد وربهم واحد"، مستشهدا بقول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ"، مبينا أن كلمة "الأرحام" تشمل أرحام البشر جميعا بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم وألوانهم. ومن المنتظر أن يجرى أواخر نوفمبر الجاري استفتاء عام في سويسرا من أجل التصويت على مطلب تقدمت به مجموعة برلمانية مكونة من "الاتحاد الديمقراطي الفيدرالي" (حزب مسيحي صغير) و"حزب الشعب" اليميني المتشدد بحظر بناء المآذن في سويسرا وضم جملة إلى الدستور السويسري تقول "إن بناء المآذن ممنوع في سويسرا"، فيما يبلغ عدد المساجد التي تحتوي على مآذن في سويسرا أربعة مساجد فقط. ولاقى اقتراح حظر بناء المآذن معارضة من الحكومة وأوساط عديدة داخل سويسرا؛ فقد دعا إلى رفضها كل من مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في سويسرا، ومنظمة الاتحاد السويسري للجاليات اليهودية (أكبر جماعة يهودية سويسرية)، ومجلس الشيوخ ومجلس النواب السويسريين، والمجلس السويسري للأديان. "فتش عن أمريكا" على صعيد آخر أبدى الشيخ يوسف القرضاوي في خطبته دهشته من اعتبار "السب والشتم والإهانة (للأديان) تعبيرا عن الرأي"، في إشارة إلى الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام وللمسلمين. وتساءل القرضاوي: "هل التطاول على الأديان وإهانة عقائد البشر يدخل تحت مظلة حرية الرأي؟"، مشيرا إلى تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخرا الذي رأت فيه أن صدور قانون تجريم الإساءة للأديان يحرم البشرية من حق التعبير عن الرأي. وأوضح القرضاوي أنه لا يجوز سب رسول الإسلام وشتمه والتطاول عليه ورسمه في صور هزلية، معتبرا ذلك خروجا عن الحرية مهما كان مسماها. وتعليقا على ما يدور في أوروبا وأمريكا من أنباء حول صدور قانون يحمي الأديان من الازدراء أبدى القرضاوي أسفه لأن المسلمين "أصبحوا الحائط الهين الذي يطمع فيه الطامعون ويدوس كرامته الدائسون". وذكر القرضاوي أن إصدار قانون يجرم الإساءة للأديان كان مطلبا إسلاميا تقدمت به منظمة المؤتمر الإسلامي للأمم المتحدة، مضيفا أن القانون وجد أصواتا تؤيده داخل المنظمة الدولية، ولكنه اصطدم بمعارضة أمريكا فلم يصدر. وحمل القرضاوي على الموقف الأمريكي المعارض لإصدار القانون بقوله: "فتش عن أمريكا في كل خطر وفي كل شر".