نواكشوط :بدأت صباح أمس، عمليات الاقتراع في موريتانيا في انتخابات تجديد الثلث في مجلس الشيوخ، ومن المتوقع أن تعلن نتائج التصويت اليوم الاثنين.وتتوقع أغلب التحليلات فوز تحالف الحزب الحاكم والإسلاميين بأغلبية المقاعد وسط اتهامات قوية من المعارضة لحزب الرئيس محمد ولد عبد العزيز بممارسة الرشوة لاستمالة المستشارين البلديين.وتعتبر هذه أول انتخابات تجري في ظل النظام الجديد، وشهدت أكبر تنافس في دائرتي انواذيبو، العاصمة الاقتصادية للبلاد ومقاطعة “أبي تلميت” مسقط رأس زعيم المعارضة أحمد ولد داداه. وقالت مصدر في الحزب الحاكم ل “الخليج” إن الحزب يتوقع الفوز بأغلبية الدوائر في هذه الانتخابات. وأوضح المصدر أن هناك ثماني دوائر في الداخل شبه مضمونة وكذلك مقعدين عن دائرة نواكشوط التي يجري التنافس على 3 مقاعد فيها، يضاف لذلك 3 مقاعد تمثل الموريتانيين في الخارج يجري انتخابها من مجلس الشيوخ مباشرة. وحسب المصدر فإن الحزب الحاكم يتوقع الفوز على الأقل ب14 مقعدا من أصل 18 يجري التنافس عليها في هذه الانتخابات. أما على مستوى المعارضة فقد فضلت الانتظار لحين انتهاء عمليات التصويت وسط تأكيد زعماء المعارضة على ممارسة النظام للضغوط على المستشارين البلديين لدفعهم إلى التصويت لصالح الحزب الحاكم. وعلى مستوى العاصمة نواكشوط ستحسم الانتخابات من الشوط الأول نظرا لتطبيق نظام النسبية بين اللوائح، فيما سيتم اللجوء لشوط ثان في الدوائر الأخرى في حالة عدم حصول أحد المرشحين على نسبة 50% من الأصوات. وأكدت السلطات الموريتانية أنها اتخذت كل الإجراءات لضمان سير عمليات الاقتراع بكل شفافية، وحتى منتصف نهار أمس لم يعلن أي طرف عن تسجيل خروقات تذكر، وتجاوزت نسبة المشاركة ال80% في أغلب المكاتب و95% في مكاتب أخرى. وقال مدير حملة المعارضة في دائرة نواكشوط أحمد ولد صمب، إن مكتب التصويت في مقاطعة “دار النعيم” شمال العاصمة، منعه من التصويت تحت ذريعة عدم توفر بطاقة التعريف الأصلية لديه. مؤكداً أن منعه من التصويت بهذه الحجة أمر غير مستساغ كونه شخصية معروفة ويدخل في إطار المضايقة على ناخبي المعارضة. على صعيد آخر، اجتمع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي بنواكشوط بالسفير الأمريكي في نواكشوط مارك بولوار، وهو اللقاء الثالث في غضون شهر، والخامس خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ولم تعط المصادر أسبابا لهذه اللقاءات المتزامنة، فيما اكتفت وسائل الإعلام الرسمية بالقول إن اللقاء تناول علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين موريتانيا والولايات المتحدة وسبل تعزيزها. وكان ولد عبدالعزيز أكد في مقابلة صحافية أن العلاقات الأمريكية الموريتانية آخذة في التحسن بشكل سريع. كما يأتي اللقاء بالتزامن مع وصل سفينة حربية أمريكية تابعة لقوات “الآفريكوم” إلى ميناء نواكشوط فيما يبدو أنه استئناف للتعاون العسكري بين موريتانيا وأمريكا الذي كان قد علق عقب انقلاب السادس من أغسطس/آب ،2008 كما يأتي في ضوء التحرك الأمريكي لدعم جيوش دول المنطقة ومدها بمساعدات عسكرية لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. إلى ذلك، قال تجمع قدماء الضباط الموريتانيين المشاركين في الحرب على الصحراء إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء تعتبر أكثر واقعية “باعتبارها نموذجا قابلا للتحقيق، ومجمعا عليه من الشعب الصحراوي المعني أولا وأخيرا بمصيره”، معتبرين “أن أي حلول ارتجالية أخرى قد تعكر الأجواء في المنطقة بصفة عامة”. وطالبوا حكومات الدول المتضررة اقتصاديا وأمنيا من النزاع، والمفتعلة له، بالتحلي بروح المسؤولية والوطنية تجاه الصحراويين، بتمكينهم من العيش الكريم في ظل الحكم الذاتي. كما طالبوا الشعب الجزائري بأن يضغط على حكومته “من أجل التخلي عن مشروع خاسر، لم تكسب منه على مر ثلاثة عقود سوى تبديد أموال الشعب وتعطيل وحدة المغرب”. واعتقلت السلطات الأمنية، أول أمس السبت، فريقا من قناة “الجزيرة” القطرية أثناء تواجده في ولاية “الحوض الشرقي” على الحدود الموريتانية الشرقية وأحالته إلى نواكشوط للتحقيق.