لندن: ذكرت صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية امس الأحد أن ليبيا عرضت تسليم المشتبه بهم في قتل الشرطية إيفون فلتشر إلى بريطانيا خلال لقاء سري تم بين مسؤولين من البلدين في القاهرة قبل 17 عاما.وقالت الصحيفة إن لديها وثائق تشير إلى أن محادثات سرية جرت بين دبلوماسي بريطاني رفيع وأعضاء في الحكومة الليبية في العام 1992 حول تسليم المشتبه بهم في قتل الشرطية فلتشر إلى بريطانيا.وكانت بريطانيا قطعت علاقاتها الدبلوماسية بليبيا بعد اغتيال فليتشر خارج السفارة الليبية في لندن في عام 1984، وأعيدت العلاقات بين البلدين عام 1999 خلال فترة رئاسة توني بلير بعد قبول ليبيا 'المسؤولية العامة'عن وفاة فلتشر وموافقتها على تسليم اثنين من المشتبه بضلوعهم في تفجير لوكربي. وأضافت الصحيفة أن ممثل ليبيا العقيد عبد الفتاح يونس عرض على السفير البريطاني في مصر كريستوفر لونغ خلال اللقاء الأول بين الجانبين الذي عقد في 3 أيار/ مايو عام 1992 في السفارة البريطانية في القاهرة حل 'المسألة عن طريق تسليم المشتبه بهم في قتل الشرطية فلتشر إلى المملكة المتحدة'. ونقلت عن محضر الاجتماع أن أول اتصال دبلوماسي بين الجانبين جرى في عام 1988 بعد تفجير طائرة 'بان أمركان' الرحلة 103، فوق لوكربي في اسكتنلدا وحضره المحامي البريطاني بيتر جايمس الذي كان يعمل كمستشار للحكومة الليبية. وورد في المحضر أن العقيد يونس، الذي يعمل الآن وزيراً للأمن العام في ليبيا، قال 'أود أن أعرب عن الأسف الشخصي والرسمي بالنيابة عن الحكومة في مسألة إيفون فلتشر، ولدي السلطة الكاملة من الحكومة من أجل حل هذه المسألة'. وأضاف يونس 'إذا لم يتم تقديم طلب رسمي من أجل التسليم فأرجو أن تقدموا واحدا. أعتقد أنه بالإمكان حل هذه المشكلة'. من جهته وصف النائب عن حزب المحافظين في البرلمان ورئيس مجموعة جميع الأحزاب البرلمانية دانيال كوجينسكي موقف وزارة الخارجية البريطانية ب'المروع'. وأضاف كوجينسكي 'إذا ثبت أن هذا صحيح فمعنى ذلك أن ديفيد ميليباند (وزير الخارجية) إما أنه تمّ إطلاعه على المسألة بشكل سيىء جدا أو أن هناك تشويشاً ما'. ولقيت الشرطية فلتشر مصرعها خلال مواكبتها لمظاهرة سلمية للمنفيين أمام السفارة الليبية في لندن عندما كان عمرها 25 سنة. وتحوم شبهات حول عبد القادر تهامي بأنه المتهم الرئيسي في عملية إطلاق النار وبإمكانية ضلوع شخصين آخرين في الحادثة هما معتوق محمد معتوق وعبد القادر محمد بغدادي. القدس العربي