بلقاسم حسن / حزب الوحدة الشعبية قرر السيد أحمد نجيب الشابي الترشح إلى الانتخابات الرئاسية التي ستنتظم أواخر سنة 2009 بعدما صادقت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي على ترشيحه. وفي الحال تشكلت لجنة مساندة لهذا الترشح والترشيح والتحقت بقاعة الاجتماعات لتقرأ بيانها المساند والجاهز مسبقا. والملفت للنظر أن هذا الترشح هو الأول والوحيد المعلن الآن والذي كان في الحقيقة معلوما ومفهوما منذ ترشح 2004 للامين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي والذي يقدم الآن بصفته زعيم الحزب وهو مفوضه للعلاقات الخارجية بصفته عضوا في المكتب السياسي، بل ولا يخفى اعتبار السيد الشابي منذ تخليه عن مسؤولية الأمانة العامة للحزب في الدوائر المحيطة به بمثابة زعيم المعارضة، والمعارضة المقصودة طبعا هي المعارضة التي يقولون عنها راديكالية أي ما مفاده متطرفة والمعارضات الاخرى ديكورا للزينة والموالاة.. يا سبحان الله. السيد الشابي محترف السياسة منذ كان طالبا وشابا يافعا بقي على ما يبدو أسير التجربة السياسية الشابة غير القانونية فظل يرى الاحزاب التي تخضع للقانون وتحتكم اليه وان كانت تطالب بتغييرات واصلاحات قانونية غير معارضة لان المعارضة حسب هذا التصور غير مقيدة باحكام قانونية، وهو تقدير يطبق أيضا على المجتمع المدني وعلى التنظيمات الاجتماعية لذلك لا يرى ضرورة لاحتكامها للقانون ولا يرى السيد الشابي حرجا في اعلان الترشح بدل المطالبة بتعديل القانون ليتمكن من الترشح القانوني ولا يرى مانعا من الاعلان الرسمي والفوري عن الترشح وما على النظام الا ان يثبت بهذه المناسبة ديمقراطيته من عدمها، فالامر مرتبط بقبول أو بعدم قبول ترشح السيد الشابي وكذلك الشأن أيضا فيما يخص الحوار بين السلطة والمعارضة، فاذا كان الحوار مع السيد الشابي وحزبه فهو حوار أما اذا كان مع المعارضات الاخرى فهو طير يغني وجناحو يرد عليه.. وكذلك ايضا مع الغرب فالولايات المتحدة امبريالية واستعمارية وديكتاتورية اذا كانت جسورها مع السيد الشابي منقطعة وهي دولة ديمقراطية وأم العالم الحر ووصية على سيادات الدول اذا كانت الصلات معه متينة... كذلك أيضا مع الاسلاميين بسلفييهم ومتنوريهم فالامر دوما بحسب العلاقة مع زعيم المعارضة ومخلصها المنتظر أسوة بالمهدي المنتظر الذي سيملأ الارض عدلا بعدما امتلأت جورا. نفس التمشي، نفس الحالة، نفس المسار، نفس الاجترار، نفس اللعبة، نفس الخطبة، وكأن عجلة التاريخ لا تدور وتلك هي مأساة الامور ومعضلة الدهور...