قال الرئيس التركي عبد الله غول لصحيفة "الرأي" الاردنية ان انقرة على استعداد لاستئناف الوساطة بين اسرائيل وسوريا "اذا طلب الطرفان الاستمرار في ذلك"، مؤكدا ان بلاده "لا تستطيع التوسط دون رغبة الطرفين".وأكد غول الذي يبدأ زيارة للاردن أنه "اذا طلب الطرفان منا الاستمرار في ذلك، فنحن على استعداد لكننا لا نستطيع ان نفرض السلام على طرف او التوسط دون رغبة الطرفين". وتابع "ليس المهم دورنا ولكن المهم هو النتيجة التي ستصل اليها المساعدة". واضاف ان "الطرفين طلبا منا بالحاح في تلك المرحلة ان نتوسط في المفاوضات غير المباشرة ووصلت هذه المفاوضات الى مراحل متقدمة حتى وصلت الى مقتبل المفاوضات المباشرة لأول مرة في التاريخ بعد سنين طويلة ولكنها جمدت بعد احداث غزة". وقال غول "لا نستطيع ان نفرض السلام على احد ولكننا نساعد في اتمامه، ويجب ان يأتي تقدير (على) مثل هذا الدور من قبل هذه الاطراف". ورأى ان "السلام اذا حلّ في هذه المنطقة، فستنعم جميع الاطراف بالسلام الحقيقي العادل والشامل". وادى الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة شتاء 2008 الذي كان موضع انتقادات تركية شديدة الى فتور في العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال غول "لسنا في وارد الموافقة على السياسات الخاطئة للحكومات الاسرائيلية او السكوت عنها وحصل ذلك في لبنان وغزة عندما رفعنا صوتنا في هذا الموضوع، وقلنا ان هذه السياسات غير صحيحة وخاطئة". وبدأت سوريا واسرائيل في ايار (مايو) 2008 مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركيا. وتم تعليق هذه المفاوضات من جانب سوريا في كانون الاول (ديسمبر) الماضي اثر الهجوم الاسرائيلي على غزة. من جهة اخرى، وجه المدعي العام الجمهوري لمدينة اسطنبول زكريا أوز استدعاء لقادة القوات المسلحة التركية الثلاثة البرية والبحرية والجوية عام 2004، للمثول أمام سلطات التحقيق في قضية منظمة "ارغينيكون" الإرهابية المتهمة بالتخطيط للانقلاب على الحكومة واغتيال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان . وأعطي المدعي العام الذي يشرف على التحقيقات في القضية القادة الثلاثة، مهلة للحضور الى مقر المحكمة الجنائية العليا في اسطنبول حتى نهاية الأسبوع الجاري، طواعية، وبعدها سيأمر بضبطهم وإحضارهم بالقوة . وكانت التحقيقات في قضية منظمة "ارغينيكون" بدأت قبل عامين، كما بدأت العام الماضي محاكمة 200 من المتهمين بينهم جنرالات سابقون في الجيش التركي، وضباط في الشرطة وصحافيون وسياسيون ومحامون، جميعهم من العلمانيين، دبروا لإحداث حال من الفوضى لدفع الجيش للانقلاب على الحكومة واغتيال أردوغان وشخصيات أخرى بارزة .