بشير الحامدي الفجرنيوز البيروقراطية ترتب أمورها وتحضر للانقلاب على قانون الدورتين. والأجراء يمولون جهاز البيروقراطية الفاسد بالمليارات ولا يدرُون بعدُ أن مهمة هذا الجهاز ليست إلا تلجيمهم وترويضهم لصالح الأعراف الرأسماليين والدولة... والهياكل النقابية وخصوصا تلك التي تدّعي الديمقراطية والدفاع عن الإتحاد وعن الحركة النقابية...إلخ متشبثة بتلابيب البيروقراطية ومنغمسة في تصريف شؤونها في ماراطون الصراع على المواقع والتخليد فيها. أنظر على مقربة من نفس المكتب الذي أصدر العقوبات في حق مناضلي صفاقس تنعقد هيئة إدارية لأكبر قطاع في الإتحاد [التعليم الأساسي] وها هو أمرالإنتهاكات والتجاوزات التي أتتها لجنة النظام في حق نقابيي صفاقس وغيرهم يمر وكأنه لا يعنيها والأغرب أن البعض يدفع من داخل هذه الهيئة إلى إذابة الجليد مع الجهاز التنفيذي البيروقراطي. [ترى أين يرون هذا الجليد؟ وهل من مهمات بعض ممثلي الجهات الدفع لإذابته حتى إن وجد؟ وهل هذا هو الموقف الذي كلفوا بتبليغه من قبل من انتخبهم لهذه المسؤولية؟]. أليس هذا الواقع مثالا صارخا على أن البيروقراطية أصبحت فعلا طليقة الأيدي بوجود مثل هؤلاء الأذناب في سلطات القرار. وهي لذلك تفعل ما تشاء دون خوف من أية ردة فعل أو معارضة فاعلة. الحل! الحل هو في أنه لابد من تكتيل الجهود من أجل ممارسة نضالية موحدة وميدانية تفرض على البيروقراطية التراجع وتكون منطلقا للتقدم في النضال من أجل تحقيق مهام أكبر تحت عنوان واضح لا لبس فيه: ليرحل هؤلاء الفاسدون. ولنتصدى لكل التجاوزات التي تحصل في حق النقابيين المناضلين. ولنعمل لإفشال كل المناورات والانتهاكات التي يمهّد بها الجهاز التنفيذي البيروقراطي الفاسد للتراجع عن قرار الدورتين. نعم نقول هذا لأننا مازلنا نعتقد أنه مازال هناك من النقابيين الكفاحيين في داخل الإتحاد العام التونسي للشغل من لم تستوعبهم آلة البيروقراطية النقابية وأن هؤلاء بمقدورهم لعب دور مهمّ في نسج خيوط هذا الحل. إن على هؤلاء اليوم الالتقاء والتشكل كنواة أولى لتيار نقابي كفاحي من أجل بلورة أرضية عمل نقابي مناضل. إن تكتل هؤلاء النقابيين أصبح اليوم ضرورة ملحة يفرضها الواقع ومهمة لابد من إنجازها للدفاع عن استقلالية الحركة النقابية في وجه الانتهاكات البيروقراطية المتواصلة. إن الحل الذي ننادي به ممكن برغم كل الظروف لو يتحقق شرط وجوده الأول: التشكل كنواة أولى لتيار نقابي كفاحي على قاعدة أرضية نقابية معارضة مستقلة ومناضلة .إنها مسؤولية ما تبقى من نقابيين مناضلين ومستقلين. هذا هو الحل فهل نقدر على فرضه أم ترانا سنفوت الفرصة لتبقى الطريق سالكة لأعداء العمل النقابي المستقل الديمقراطي والمناضل زمرة عبد السلام جراد وعلي بن رمضان وكل الواقفين في ظلهم والمتمسحين على عتبات مكاتبهم. بشير الحامدي 04 ديسمبر 2009