غزة :نفى مسؤول في حركة حماس صحة التقارير التي تحدثت عن قيام وفد طبي فرنسي مؤخرا بدخول قطاع غزة واجراء فحص طبي للجندي الاسرائيلي الاسير لدى مسلحي الحركة غلعاد شليط، وقال ل'القدس العربي' ان حماس لا يمكن ان تعلم احد بمكانه، الذي سيبقى سريا حتى بعد انجاز الصفقة.وذكر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الاجراءات الامنية التي اتخذها مسلحو حماس منذ اللحظة الاولى لأسر شليط، نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006، كانت السبب في نجاح العملية وعدم معرفة اسرائيل مكان الجندي رغم العمليات العسكرية والامنية الكبيرة التي نفذتها اسرائيل بعد عملية الاسر، وتابع 'اذن كيف سنقدم خدمة مجانية لاسرائيل من خلال ادخال طاقم طبي لفحص شليط، سيحدد على الفور مكان اسره'. ويؤكد المسؤول في حماس ان نجاح اخفاء شليط كان سببا في نجاح عملية الاسر، حيث يؤكد ان اسرائيل لو عرفت مكان لقتلته هو وطاقم اسريه، كما فعلت من قبل مع جندي سابق يدعى نخشون فاكسمان في تشرين الاول (اكتوبر) 1994. يشار الى ان تقارير نقلت عن مصادر فلسطينية قولها ان فريقا طبيا فرنسيا اجرى فحوصا طبية للجندي الاسرائيلي شليط، وقالت ان الفريق الفرنسي قدم الى غزة الاحد الماضي، برفقة الوسيط الالماني ارنست اورلاو، عبر معبر رفح الحدودي من القاهرة. الى ذلك فقد كشف المسؤول ان ما ينشر في هذه الاوقات حول دخول الصفقة مرحلتها النهائية، وكذلك ما يثار حول تراجع قيادة حماس عن بعض مطالبها بالافراج عن عدد من الاسرى يدخل في اطار 'التضييق على الحركة، وللتلاعب بمشاعر الاسرى وذويهم'. وذكر ان اسرائيل تهدف الى خلق 'ضغط' على حماس من قبل الاسرى، لدفعها لى التنازل عن بعض الامور، حتى تتم الصفقة، بحسب ما تريد اسرائيل، لافتا الى ان الحركة 'متيقظة لهذه الامور جيدا'. وتحدث المسؤول ل'القدس العربي' باقتضاب عن مفاوضات اتمام صفقة التبادل، واكد انها صعبة، بسبب التعنت الاسرائيلي، مشيرا الى ان الوسيط الالماني الجديد في الصفقة بدأ يحس ذات المعاناة التي لاقاها الوسيط المصري طوال الفترة السابقة، والمتمثلة في تراجع اسرائيل عن بنود كانت قد وافقت عليها. ونفى ان تكون حماس قد وافقت على التخلي عن اطلاق سراح عدد من الاسرى المحكومين باحكام عالية، والتي ترفض اسرائيل اطلاق سراحهم، وقال ان قائمة حماس التي تضم 450 اسيرا من ذوي المحكوميات العالية لن تتغير. وفي السياق استبعد الباحث المختص بشؤون الاسرى عبد الناصر فروانة تنازل حركة حماس عن مطالبتها باطلاق سراح اسرى من مناطق ال 48، وقال ان اي صفقة تبادل تتجاوزهم ستكون 'صفقة مرفوضة'. واكد انه لو صدقت تلك الانباء التي تتحدث عن استبعادهم فانها ستشكل 'صدمة كبيرة للاسرى وذويهم'، واشار الى ان كافة صفقات التبادل السابقة التي جرت فيما بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الاحتلال قد شملت اسرى من ال48. وكشف فروانة بأن اسرى ال48 في سجون الاحتلال وذويهم، اعربوا له في رسائل عدة، عن 'قلقهم الشديد' من الانباء التي تناولتها وسائل الاعلام عن قبول حركة حماس باستبعادهم من الصفقة التي تدور المفاوضات حولها، وان الشعور بالقلق بدأ يتسرب لنفوسهم. يشار الى ان هناك 21 من بين اسرى الداخل المحتل في سجون الاحتلال يقضون حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة لمرة واحدة او لعدة مرات، فيما يقضي 5 آخرون حكما بالسجن اكثر من 30 عاما وأقل من مؤبد، بحسب مؤسسة تعنى بحقوقهم. واوضحت المؤسسة وجود 119 مواطنا من مناطق ال 48 يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي بينهم 4 نساء. 'القدس العربي