تونس:وجهت الصحفية والناشطة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين، رسالة مطوّلة مفتوحة إلى الرئيس التونسي عقب انتخابه لولاية خامسة وصفت فيها حكمه بالسيّء واتهمته بممارسة السلطة المطلقة والظلم.وقالت الرسالة التي تلقت "قدس برس" نسخة عنها، إنّ نظام ابن علي ارتكز على شعار "استهلك وأغلق فمك". وسمح بكلّ التجاوزات، وأغرق شرائح واسعة من الطبقة المتوسّطة في الخصاصة، وشجّع الإثراء الفاحش وغير المشروع لبعض المستفيدين من الرشوة، وفق تعبيرها. وانتقدت بن سدرين تدني المستوى العلمي بالجامعات والمدارس وتراجع الخدمات الصحية وغياب العدل وأداء البرلمان. ووصفت الصحافة التونسية بكونها صارت "نفايات مكتوبة" تلوّث الفضاء الإعلامي وتفسد أخلاقه. وتحدثت الرسالة عن بروز زوجة ابن علي في المشهد السياسي الحاكم، وعن وجود حرب على خلافته من حوله، دون أن يكون للمواطنين التونسيّين أيّ فكرة عن كيفيّة انتقال السلطة أو إن كانت قوانين الجمهوريّة سيقع احترامها. وقالت بن سدرين لبن علي "يبدو أنّكم وهنتم"، وتابعت "إنّ تونس اليوم كسفينة يجرفها التيار بدون ربّان، ولا نعرف أيّ قوى خفيّة تسيّرها في ظلّ غياب تام وتهميش لدور الدولة". وذكرت بن سدرين أنّ آلاف الشباب فرّ من البلاد وعبروا البحر الأبيض المتوسّط في قوارب الموت مخاطرين بحياتهم فرارا من غد قاتم، وقالت إنّ التونسيّين صمدوا خلال 22 سنة من الحكم المطلق في وجه هجمات البوليس السياسي، والعقاب الجماعي، والتّجويع والحرمان من حقوقهم الأساسيّة في حياة كريمة وفي سكن وشغل وحريّة تنقّل. وفي ردّها على تخوين المعارضة تساءلت بن سدرين "أليست فرنسا التي ترفضون تدخلها اليوم، هي الداعم الرئيسيّ لنظامكم؟ أليست القوّة الأوروبية الرئيسيّة التي تحميكم من واجب المحاسبة على إخلالاتكم بتعهّداتكم في إطار اتفاقيّات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ذاك الذي تطالبون اليوم بالحصول على موقع متقدّم فيه؟"، وفق تعبير الكاتبة. وقالت سهام بن سدرين بصرامة "لا ينتظر منكم التونسيّون شيئا غير رحيلكم ومعكم تلك العصابات التي تحيط بكم". وطالبت بن سدرين من وصفتهم بالمسؤولين السياسيّين وكوادر جهازي الشرطة والجيش والحزب الحاكم الشرفاء والنّشطاء الشجعان للمجتمع المدني، لإنقاذ تونس قبل أن يفوت الأوان. وتدير الصحفية سهام بن سدرين (57 عاما) موقع مجلة "كلمة" الاكتروني وإذاعة خاصة تبثّ من خارج تونس على القمر الصناعي وشبكة الانترنت. وتشغل منصب الناطق الرسمي لمنظمة المجلس الوطني للحريات المحظورة في تونس. وتعرضت السيدة بن سدرين للسجن ولعدة ملاحقات، كما تشنّ الصحف المقربة من الحكومة حملات تشهير بها وبأنشطتها الحقوقية.