تونس:في فيلمه التسجيلي الجديد "العدو الداخلي :مسلمو ايطاليا على خط المواجهة" يكشف المخرج التونسي الشاب اكرم العدواني، "تطرف الاخر" الذي تعاني منه الجالية المغاربية في ايطاليا على خلفية منع بناء جامع.ويسلط العدواني الضوء في هذا العمل الذي يستغرق الساعة على الصراع الدائر بين منظمات ايطالية من اليمين المتطرف تتصدى لبناء جامع في مدينة بولونيا الواقعة شمال ايطاليا للجالية المغاربية لممارسة شعائرهما الدينية بحجة انه سيستغل لتنظيم اجتماعات والتحضير لاعمال ارهابية. ويترك المخرج الشاب في عمله هذا للكاميرا حرية التصوير من دون تعليق في اماكن عدة من بولونيا لاسيما السجون ليقف عند الاوضاع المتردية للمهاجرين المغاربة الذين يشكلون نسبة 6 % من عدد السكان ويساهمون بنسبة 10 % في ثروة هذا البلد الاوروبي. ويقدم المخرج شهادات لتونيجي رضوان مدير المركز الاسلامي ولبعض الطلاب المنخرطين في اتحاد المنظمات الاسلامية ولنشطاء في جمعية المهاجرين، حول معاناة المسلمين في هذه المدينة وسعيهم الدؤوب من اجل كسب اعتراف الاخر بهم اسوة ببقية الجنسيات. كما يشمل الفيلم مقتطفات من مداخلات بعض البرلمانيين المثيرة للجدل التي تدعو الى طرد الجالية العربية وعلى رأسها المغاربية من ايطاليا لا سيما بعد قرار رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني اعلان حالة الطوارئ لمكافحة الهجرة في تموز/ يوليو 2008. ويوضح المخرج الشاب لوكالة في تونس بمناسبة عرض فيلمه الوثائقي التاسع والعشرين "هذا العمل عبارة عن بورتريه للجالية المغاربية في ايطاليا مبني على شهادات وحوارات بين مختلف الاطراف للتأكيد على +تطرف الاخر+ المثير للذعر والذي يطال المهاجرين منذ احداث ايلول/ سبتمبر 2001". وحول اختياره بولونيا لتصوير عمله يقول العدواني "هذه المدينة تعد قطبا جامعيا ومعقلا لليسار ومن غير المقبول ان تشهد مثل هذه الممارسات". ويضيف "اتعامل مع المسألة من باب حقوق الانسان قبل ان ان تكون عقائدية". ويوضح ان الفيلم "استعراض للتباين بين المجتمع المدني الذي يشكل المهاجرون جزءا منه ومواقف السياسيين المناهضة"، مؤكدا على انه "صرخة فزع حيال السياسات الامنية التي تجاوزت حدودها ومست المنظومة الحقوقية للجالية التي طالتها الاحكام العرفية". ويرى ان الشريط الذي لقي استحسان الجمهور في ايطاليا خلال عرضه في تشرين الاول/اكتوبر "مهم وآني" خصوصا انه يتزامن مع الموقف السويسري من بناء المأذن المثير للجدل. وصوت السويسريون في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر بغالبية 57.5 % لصالح حظر بناء المآذن بدعوة من اليمين الشعبوي ما اثار اعتراضات دولية. وفيلم اكرم العدواني هو اولى حلقات سلسلة وثائقية يعتزم المخرج التونسي الشاب القيام بها حول اوضاع الجالية العربية في الغرب اثر احداث ايلول/ سبتمبر 2001. ومن المتوقع عرض فيلم "العدو الداخلي: مسلمو ايطاليا على خط المواجهة" لاحقا في اطار تظاهرة "دوك في تونس" ومهرجان الجزيرة الدولي السادس للافلام التسجيلية اللذين سيقامان في نيسان/ابريل 2010 في كل من تونس والدوحة. اخرج العدواني "28 عاما" اعمالا تسجيلية اخرى من بينها "البربر في تونس" و"البربر في الجزائر بين التغريب والتعريب" و"حروب المضيق" و"العابرون" و"حراس الحضارات" و"متحف الفن لاسلامي". واعرب عن امله "ان تجد الافلام الوثائقية التي تتفاعل مع واقع الانسان طريقها"، مشيرا الى ان "الفيلم التسجيلي الحر والمستقل لا يزال رهنا بالتمويل وبالتالي يتأثر بحسابات سياسية". العرب اونلاين