طرابلس- بنغازي:لاشك أن النشاط الحقوقي في ليبيا بدأ يخطو نسبيا بشكل أفضل مما كان من قبل، وملف حقوق الإنسان بدأ يأخذ مكانه على الطاولة الليبية بصورة واضحة وجلية، لاسيما ملف قضية بوسليم (أهالي الضحايا، مفرج عنهم، مسجونين..) وما خلفه من آثار نفسية واجتماعية، على لا أبالغ إن قلت على كافة شرائح المجتمع الليبي، فما قامت به جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية من إجرائها لحوار المصارحة مع أهالي الضحايا، والمفرج عنهم وإصدارها بيانا بذلك تندد فيه بما حصل من تجاوزات وتطالب بحقوق الضحايا وإصدار تقريرها السنوي الخاص بحقوق الإنسان في ليبيا انتهاء بدعوة منظمة هيومن رايتس ووتش وإلقاء تقريرها الخاص عن حقوق الإنسان في ليبيا (دون مجاملات) في مؤتمر صحفي أجري بقاعة كورنثيا، كل ذلك يعد حراكا فعليا في مجال حقوق الإنسان وخطوة في الطريق تنتظر تطبيقا عمليا لهذه التوصيات.
الاتجاه إلى الإصلاح الداخلي بعد تسوية كل الملفات الدولية
المحامي (محمد العلاقي) رئيس جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي قال لصحيفة (ليبيا اليوم) إن هناك خطوات عملية قامت بها الجمعية بعد حوار المصارحة ترتب عليه ذهاب لجنة طبية إلى بنغازي لحصر الحالات المستعجلة من أهالي الضحايا، ولا زالت الجمعية مستمرة لأجل معالجة الكثير من المواضيع الإنسانية فيما يتعلق بجوزات السفر والموقفين.. إلخ.
كما بين العلاقي أن أية دولة تدعو منظمة حقوقية تطلق تقريرها من داخلها تؤكد أن هذه الدولة واثقة من نفسها وتسعى خطوات إلى الأمام بعد أن سوت كل ملفاتها الدولية والآن تتجه إلى الإصلاح الداخلي بخطوات ثابتة لا تخشى أحدا وبالتالي تدعو أية منظمة، بالرغم من أن التقرير الذي أصدرته الجمعية يتجاوز المنظمة بكثير.
وأكد العلاقي أن آفاق التعاون من قبلنا (الجمعية) قد تكون مع أي منظمات حقوقية بشرط مراعاة خصوصياتنا كمجتمع ليبي مسلم.
على المواطن الليبي ألا يتوقف عن المطالبة بحقوقه
الناشط الحقوقي والمدير التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي للتنمية (محمد طرنيش) ذكر لصحيفة (ليبيا اليوم) أن المؤسسة وضعت عددا من الخطط والبرامج التي من شأنها وضع تقريرنا موضع التنفيذ بدءا من الجانب الصحي وبقية الجوانب الأخرى، وأكد طرنيش أن اللقاء الذي أجرته منظمة (هيومن رايتس ووتش) يدل على أن هناك جدية في التعامل مع ملف حقوق الإنسان في ليبيا، وهذا أكبر دليل على أننا في ليبيا ليس لدينا ما نخاف عليه أو نخشاه وأن كل شيء أمام الرأي والعين والمشاهدة، وعلى الجميع أن يشارك في هذا الحوار وليست لدينا أية أجندة سرية أو حسابات أخرى، فالقضايا موجودة أمام الجميع والجميع من حقه أن يطلع عليها ويناقشها بكل شفافية وموضوعية.
ويواصل طرنيش "أعتقد أن الأيام القريبة القادمة ستشهد كثيرا من التطورات في سجل حقوق الإنسان بإذن الله تعالى، مضيفا أنه "ومع احترامنا للأصوت التي ترفض تواجد مثل هذه المنظمات بحجة العمالة أو غيرها، إلا أن ذلك يرجع إلى عدم معرفتهم بالغرض من هذه الزيارة و هي الأولى في ليبيا إلا أن الغالبية يرون أن هذه الزيارة ستأتي بنتائج مثمرة وطيبة، وأردف طرنيش أن هذه الزيارة جاءت في سياق اتفاقيات سابقة وأعتقد أن الأبواب مفتوحة أمام هذه المنظمة وغيرها من المنظمات، وأكد طرنيش أنهم يطالبون (الجمعية) بمزيد من الحريات والمساحات وليس لديهم سقف محدد بالمطالب ويتمنون من المواطن الليبي ألا يتوقف عن المطالبة بحقوقه بشكل عقلاني وموضوعي". واختتم بقوله إنني أشعر ببالغ الأسف لما حصل للإخوة في بنغازي من منعهم الذهاب إلى طرابلس لحضور المؤتمر وهو تصرف ليس في المستوى اللائق وأتمنى من الجهات المسؤولة إعادة النظر في طريقة تعاملها مع لجنة تنسيق أسر ضحايا بو سليم. خطوة إيجابية إذا توجت عمليا
في حين رأى المحامي (فتحي تربل) منسق أهالي ضحايا سجن بوسليم أن أبرز ما ورد في هذه الجلسات (حوار المصارحة) هو قضية استمرار التجاوزات والانتهاكات التي تقوم بها الجهات الأمنية، وهذا الأمر إلى الآن لم يحدث فيه أي تقدم ملحوظ، بل على العكس ما ظهر هو مزيد من الاستمرار في أساليب القمع وأساليب المتابعة والملاحقة وآخرها ما علمه الجميع من منعنا حضور مؤتمر المنظمة المنعقد يوم 12 \12 \2009ف.
وأكد تربل على أنه وبالرغم من كل ما يحصل إلا أن هذا المؤتمر يعد خطوة إيجابية كما أن تقرير جمعية حقوق الإنسان الليبية التابعة للمؤسسة إيجابي إلى حد كبير، مشددا على أن المرحلة القادمة يجب أن تتجاوز التصريحات والإدانات والشجب إلى ما بعد ذلك من إيجاد خطوات عملية على أرض الواقع وخصوصا أن القضية أخذت قدرها من الإدانات وأصبح يعرفها القاصي والداني إذا كانت الدولة جادة في إغلاق هذا الملف وجادة في مشروع المصالحة الشامل". ليبيا اليوم- نعيم العشيبي