ترجمة :الدكتورة سرى خريس صدرت في أبو ظبي الترجمة العربية لكتاب "الإسلام والاستشراق في العصر الرومانسي: مواجهات أدبية مع الشرق"، وهو من تأليف الدكتور محمد شرف الدين، ونقلتة من الإنجليزية إلى العربية الدكتورة سرى خريس. ويناقش المؤلف في كتابه الصادر عن مشروع "كلمة" للترجمة، عدداً من النقاد المحدثين الذين قاموا بدراسة كُتّاب آخرين من وجهة نظر صارمة، متّبعين في ذلك مفاهيم وأحكام تتجاوز التقدير الأدبي والنقدي. ويشير المؤلف إلى أنه في خضم بحث هؤلاء النُّقاد المستمر عن أنماط أيديولوجية وتصنيفات سياسية؛ انصبّ جُلّ اهتمامهم على كل ما من شأنه أن يحصر الأفراد داخل مواقف نمطية. إلاّ أنّ الكاتب يُبدي اهتماماً أكبر بالطرق التي من خلالها يتمكن أي مجتمع من تجديد ذاته، وليس كيف يظّل المجتمع أسير معتقداتٍ دوغماتية ومفاهيم محددة تحدّ من تطوَّره. وتوضح الأمثلة التي يختارها شرف الدين في كتابه، والتي هي محور البحث، أنّ الشعراء ليسوا سياسيين بالمعنى المتعارف عليه، و يجب ألاّ يُحدّدوا بمفهوم معين ولا بأيديولوجية بعين ذاتها، من قبل القُراّء أو النُّقاد. من ثم ينتقد تصنيف شعراء عدة مثل بيكفورد، بايرون، كونراد وكيبلنج واعتبارهم نتاج ثقافة استعمارية كما يرى الكاتب إدوارد سعيد في كتابيه الثقافة والامبريالية والاستشراق، حسب تقديره. ويرى شرف الدين أنّ الحُكم على الشعراء من هذا المنظور "يعكس مغالطة كبيرة"، لأنه يحجب جوانب عدة من شخصية هؤلاء الشعراء والذين يجب أن يُفهموا كمناهضين للأفكار المتعصبة في عصرهم رافضين الجهل بثقافة الآخر. و بالمقابل؛ يكرس الكِتاب نقاشاً لتوضيح كيف كان الاستشراق نقطة تحوّل في شعر كل من لاندور، وساوذي وبايرون ومور. فقد ساهم الاستشراق في التأثير في مفهوم الأوروبيين، الإنجليز على وجه الخصوص، عن الإسلام بشكل خاص والشرق بشكل عام. ويعرض الكتاب كذلك تحليلاً لمفهوم الثقافة عندما تلتقي مع كل من الشعر والسياسة والدين والمفاهيم الجنسية، مناقشاً العوامل التي تدعم التبادل الثقافي والتي تنشر مفاهيم معينة تؤثر في تشكيل صورة الآخر. مؤلف الكتاب، الدكتور محمد شرف الدين، هو أستاذ مشارك في جامعة صنعاء في اليمن، ومتخصص في اللغة العربية والأدب الإسلامي، وله اهتمامات واضحة في الاستشراق والأدب الأمريكي في القرن التاسع عشر. وعمل المؤلف في قسم اللغة الانجليزية في جامعة جورج واشنطن في الفترة ما بين عامي 2001-2002. وللمؤلف كتب عدة ومحاضرات مختلفة عن العلاقة بين الشرق والغرب وتمثيلها في الأدب والثقافة، علاوة على دراسة "الأحزاب والمنظمات السياسية في اليمن 1948-199" (1994). و من اعماله أيضاً "الغضب في الأعمال الدرامية الرئيسة لجون أوزبورن" (1983)، و"اللغة، الأدب والثقافة: الإسلام والاستشراق في الأدب الرومانسي" (1998)، و"قراءة الشعر تاريخياً" (2008). قدس برس