لبنان علي عبدالعال الفجرنيوز أكدت مصادر رفيعة المستوى في الجماعة الإسلامية اللبنانية أن الحركة أجرت انتخاباتها الداخلية، واختارت إبراهيم المصري أمينًا عامًا بدلا من الشيخ فيصل المولوي، ومن المقرر أن تستكمل الجماعة -التي تمثل حركة الإخوان المسلمين في لبنان- مؤتمرها العام في الأيام المقبلة، وتعلن نتائجها مع انتهاء الفترة التنظيمية الحالية التي تنتهي بنهاية العام الحالي. شملت الانتخابات والتنقلات القيادية -التي جرت بشكل سري- المناصب القيادية الرئيسية: الأمين العام، ونائب الأمين العام، وأعضاء ورئيس مجلس الشورى، والمكتب العام، إضافة إلى تشكيل المكاتب الإدارية بالمحافظات. ولم تعلن الجماعة رسميا، كما لم يصدر عنها أي بيان يتعلق بما جرى على تشكيلاتها التنظيمية من تغييرات، وهو ما أرجعه المصدر الذي تحدثنا معه إلى حالة الشيخ فيصل مولوي الصحية؛ حيث يعاني من مرض عضال منذ عام أقعده عن القيام بمهماته، لذا اتخذ قرارا داخليا، وفق الآليات التنظيمية، بتسليم إبراهيم المصري، نائب الأمين العام حينها، مهمات الأمانة العامة طيلة الفترة السابقة، فضلا عن الاستعدادات والترتيبات الداخلية التي دفعت مجلس الشورى إلى تأخير الإعلان، وقالت المصادر إن الإعلان رسميا عن الأسماء والقيادات الجديدة لن يتجاوز الأسبوعين القادمين، بحيث تكون الجماعة قد انتهت من تشكيلاتها التنظيمية وترتيباتها الداخلية. ويعتقد أن طرح الأسماء للمناصب في الجماعة عادة لا يحصل ترشحًا بل "تزكية" ثم تجري الانتخابات، كما يعتقد أيضًا أن تكون مدة ولاية الأمين العام الجديد 3 أعوام، بدلا من أربعة كما كان في السابق، بالإضافة لعدم شغل المنصب أكثر من مرتين، بالرغم من أن مدة ولاية مناصب قيادية أخرى كانت عامين وسوف تمدد إلى ثلاثة أعوام. وكانت التكهنات تدور سابقا حول احتمالية عدم موافقة إبراهيم المصري -الرجل الأقوى في الجماعة- على تولي منصب الأمين العام، باعتباره اعتاد البقاء في الظل حتى في علاقاته مع وسائل الإعلام.. وفي ظل التوازنات العديدة والمتناقضة التي على الجماعة أن تراعيها في الساحة اللبنانية يرى مراقبون أنه سيكون على المصري قيادة الحركة بعيدًا عن أي صدام مباشر لكي يتمكن من العبور بها بسلام وسط حقل من الألغام، خاصة أنها مقبلة على انتخابات بلدية قريبة. وبذلك يعد إبراهيم المصري الأمين العام الثالث للجماعة التي تأسست رسميا عام 1964 بعد كل من الداعية فتحي يكن والقاضي فيصل مولوي، وكان المصري من بين الموقعين الخمسة على الطلب الذي تقدمت به الجماعة إلى الدولة للحصول على ترخيص رسمي، بالإضافة إلى فتحي يكن، وفايز إيعالي، ومحمد كريمة، ومحمد دريعي. وتمر الجماعة هذه الأيام بعدد من الصعوبات والتحديات في ظل مرض الشيخ فيصل مولوي، وهو الشخصية المقبولة لدى الأطراف المختلفة في لبنان، ويحظى باحترام واسع، هذا إلى جانب وفاة مؤسسها الداعية فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي، وكانت الجماعة قد تعرضت لنكسة انتخابية في الانتخابات النيابية الأخيرة بعدما لم تحصل إلا على مقعد واحد في بيروت الثالثة، شغله عماد الحوت على لوائح تيار المستقبل، في ظل ما تردد حول تضييقات مورست بحقها من قبل المستقبل الذي يراها قريبة من غريمه حزب الله.