فالتا- في خطوة غير مسبوقة استضاف مسجد كورادينو في جزيرة مالطة رئيس الأساقفة الكاثوليك بالجزيرة بول كريمونا.وعن الهدف من تلك الزيارة، أكد كريمونا الذي وقف حافي القدمين على سجاد المسجد أن "الحوار بين الأديان مهم للغاية" ، بحسب صحيفة "تايمز" المالطية الأربعاء 27-2-2008. وجال كبير الأساقفة في المسجد متأملا أركانه ومحرابه، كما طالع نسخة من القرآن الكريم، وزار أيضا المركز الإسلامي المجاور للمسجد، ومدرسة "مريم البتول". وقوبل الأسقف كريمونا بترحيب كبير من طلاب المدرسة، حيث استقبلوه بأناشيد منوعة ما بين اللغة العربية والمالطية والإنجليزية، تقول بعض كلماتها: "الإسلام كله سلام، والإرهاب ليس جزءًا من تعاليمه". ويعمل بمدرسة البتول معلمون مسلمون وكاثوليك يتعاونون في تدريس المناهج الدراسية المالطية، وكذلك المقررات الإسلامية ودورات اللغة العربية ل180 طالبا. نموذج للتآلف وأعرب كبير الأساقفة عن إعجابه بالمدرسة كنموذج للتآلف بين الكاثوليك والمسلمين قائلا: "يجب أن تكون هذه المدرسة مثالا يحتذى به في العالم أجمع". وتعود بداية الإسلام في مالطا إلى عام 256 ه/ 870م عندما فتحها حكام تونس الأغالبة آنذاك، ولكنه انتشر بين سكان الجزيرة في الفترة التي حكمها فيها الفاطميون من 397ه /924م : 483ه /1090م. كما هاجر مسلمون إلى مالطة من بلاد عربية، وانتشرت المساجد في أرجاء الجزيرة، واستخدمت اللغة العربية بين سكانها لتترك آثارها في اللغة المالطية. وتشكل اللغة العربية 40% من اللغة المالطية المكونة من خليط من الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وتكتب بحروف لاتينية. والإسلام هو الديانة الثانية في مالطة بعد الكاثوليكية التي يدين بها معظم السكان، وينص الدستور على أنها الدين الرسمي للجزيرة. ويبلغ عدد المسلمين في مالطة -المكونة من ثلاث جزر رئيسية، وتقع في حوض البحر المتوسط بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا- 50 ألفا من إجمالي سكانها البالغ 400 ألف نسمة. وخضعت مالطة للحكم العثماني منذ سنة 959ه-1523م، إلى أن احتلتها بريطانيا سنة 1230ه -1814م، قبل أن تستقل عام 1384ه-1964م.