أطلقت نقابة الصحفيين التونسية يوم السبت 23 فبراير مشروعا إقليميا يستهدف إقامة رابطة للصحافيين في منطقة شمال إفريقيا. ويُرجى من المؤسسة الجديدة التي رعتها النقابة التونسية ونظيرتها المغربية تحسين تمثيلها للصحفيين الأعضاء ولعب دور أكبر وأكثر فاعلية على مستوى الاتحاد الدولي للصحافيين. وجاء في بيان النقابة أن الاتفاق على إنجاز المشروع تم خلال لقاء الجمعة بالعاصمة التونسية جمع الهيئة المديرة لنقابة الصحفيين التونسيين بالسيد يونس مجاهد الأمين العام بنقابة الصحفيين المغربية، فاتفق الجانبان على "ضرورة تطوير الحريات الصحفية ودعم القدرة التفاوضية للنقابات الصحفية في منطقة المغرب العربي". كما تطرق الجانبان إلى "إمكانية تبادل الخبرات والزيارات بين النقابتين التونسية والمغربية في انتظار أن تتوسع لتشمل كل النقابات في منطقة شمال إفريقيا". وخلال أكتوبر الماضي قررت جمعية الصحفيين التونسية تحويل الهيكل الذي يمثلها مند أكثر من أربعين عاما إلى نقابة لها صلاحية التفاوض حول الأجور إلى جانب الدفاع عن الحريات الصحفية في تونس. وأفضى هذا التغيير إلى مناقشات جديدة حول توسيع هذه الهيئات على صعيد إقليمي. وفي تصريح لمغاربية قال ناجي البغوري الأمين العام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين "إن المشروع الجديد -المغاربي- أصبح ضرورة ملحة في ضل التكثلات الإعلامية التي نشهدها على الصعيد الدولي ونلمسها خلال ملتقيات ومؤتمرات الفدرالية الدولية للصحفيين التي تتحرك فيها المنظمات الصحفية ضمن تجمعات إقليمية مثل النقابات الإفريقية أو الأسيوية أو السكاندينافية". وأضاف البغوري "في الكثير من الأحداث نجد النقابات في المنطقة المغاربية مشتتة ولا تحمل رؤية موحدة أو أي تنسيق للدفاع عن حظوظها خلال اتخاذ القرارات أو الترشح للمناصب الهامة في الفدرالية الدولية". في مطلع التسعينات وبُعيد أول قمة مغاربية احتضنها المغرب عام 1989 والتي انتهت بإنشاء اتحاد المغرب العربي، انبعث اتحاد مغاربي للصحفيين لكن سرعان ما انهار هذا المشروع قبل عقد مؤتمره الأول. إلا أن سفيان بنحميدة الأمين العام السابق للاتحاد المغاربي للصحفيين أرجع فشل المشروع لدخول رئيس الاتحاد في حينه السيد محمد اليازغي إلى الحكومة المغربية كوزير "ومنذ ذلك الوقت أصيب الاتحاد بالشلل لأن واقعنا السياسي في المنطقة حكم علينا أن يبقى أي مشروع أو أية فكرة رهينة الشخص". وفند بن حميدة المزاعم التي تربط فشل المشروع بالخلافات السياسية القائمة بين الحكومتين المغربية والجزائرية "هذا الكلام يجانب الحقيقة ونحن اتفقنا من البداية أن صحافيي المنطقة المغاربية لا دخل لهم في سياسات وخيارات الحكومات وأن الصراعات لا تعنينا ولن نكون طرفا فيها". بن حميدة تساءل عن الأسباب التي تدفع بالنقابتين المغربية والتونسية على إطلاق تسمية رابطة شمال إفريقيا على المولود الجديد "إذا كان المراد هو ضم مصر إلى المنطقة المغاربية، فهذا عين الخطأ". وقال مصدر باتحاد الصحفيين العرب الذي تحدث لمغاربية شريطة عدم الكشف عن هويته إنه يستبعد أن تنظم مصر إلى الرابطة الجديدة "لأن للمصريين أجندة خاصة بهم ولا يريدون التفريط في هيمنتهم على اتحاد الصحفيين العرب" الذي تحتضنه القاهرة ويرأسه مصري. ومن المنتظر أن يتداول الصحفيون المغاربة مشروع الرابطة خلال مؤتمرهم الذي سينعقد في مارس. كتبه جمال العرفاوي من تونس لمغاربية- 28/02/08