قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن المقاتلين الأجانب، الذين تقاطروا إلى الصومال العام الماضي للقتال في صفوف حركة شباب المجاهدين المعارضة، باتوا يتولون المستويات القيادية فيها، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى انشقاق داخل صفوف الحركة المسلحة.الصحيفة نقلت في عددها الصادر الإثنين 21-12-2009 عن بيتر فام، وهو أستاذ مساعد في جامعة ماديسون البريطانية، قوله: إن "سيطرة المقاتلين الأجانب على حركة الشباب تتزايد، وهي سيطرة تشمل الموارد والمدربين وعملية صنع القرار". وذكرت "التايمز"، استنادا إلى مصادر استخباراتية، قائمة ببعض الأجانب ذوي النفوذ في الحركة، بينهم الباكستاني أبو موسى مومباسا الذي يتولى قيادة فرع الأمن والتدريب في الحركة، والذي انتقل إلى الصومال ليحل محل الكيني صالح علي صالح نبهان، الذي قتل في غارة شنتها مروحية أمريكية على سيارته في سبتمبر الماضي. القائمة تضم أيضا أبو منصور الأمريكي، وهو أمريكي من أصل صومالي، والسوداني محمود موجاجير، والأفغاني أحمد عبدي جودان، إضافة إلى شخص سعودي الجنسية يدعى محمد أبو فايد يمول عمليات حركة الشباب، التي تعتبرها الولاياتالمتحدة "منظمة إرهابية"، وفقا للصحيفة. وتشير تقديرات المصادر الاستخباراتية إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في الصومال يتراوح ما بين 1200 إلى 1500، معظمهم من باكستانوأفغانستان. وتحتل الولاياتالمتحدةأفغانستان منذ أكتوبر 2001، في حين تشن هجمات بطائرات بدون طيار على أهداف تقول إنها لحركة طالبان وتنظيم القاعدة في مناطق القبال الباكستانية. انشقاق ومع ازدياد نفوذ المقاتلين الأجانب في حركة شباب المجاهدين يحرذ خبراء أمنيون من حدوث انقسامات داخل الحركة. وقال عبدي راشد، خبير في الشئون الصومالية، ل"التايمز": إن "هناك صراعا خطيرا داخل حركة الشباب بين المقاتلين المحليين والجهاديين الأجانب الذين يرغبون في نقل المعركة إلى مستوى أعلى". وتحدث راشد عن صراعات داخل الحركة في الأشهر الأخيرة وصلت حد الانشقاقات. وقد بدأت الميليشيات التابعة لحركة شباب المجاهدين والحزب الإسلامي المتحالف معها، في مايو الماضي حربا ضد الحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من الغربن وخاصة الولاياتالمتحدة. ومنذ عام 2007 قتل ما لايقل عن 19 ألف مدني، فضلا عن نزوح حوالي 1.2 مليون شخص بعيدا عن منازلهم في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، خاصة في بلد يفتقر إلى وجود حكومة مركزية فعالة منذ الإطاحة بالرئيس محمد سياد بري عام 1991. وقد جرت منذ هذا العام 14 محاولة لاستعادة الحكومة المركزية وأدوارها في هذا البلد، لكنها باءت بالفشل.