بوريس جونسون، النائب البريطاني المحافظ، ايد حرب العراق، وكتب عددا من المقالات في الجريدة ذات التوجه اليميني ديلي تلغراف بهذا الشأن، وكان اول من زاروا العراق بعد سقوط العاصمة العراقية بغداد، 2003، حيث ساد النهب العام للمباني الرسمية الحكومية، والمؤسسات الثقافية والعلمية، والمكتبة الوطنية، ومعارض الفنون، وسرقة تاريخ العراق عبر نهب وتدمير المتحف العراقي. في الفترة التي عمت الفوضي في بغداد تسابق الكثيرون لنقل وحمل سرقة ما يستطيعون من العراق، فيما برر الاجانب، ومنهم صحافيون حمل مقتنيات علي انها تذكارات حملوها من بغداد المحتلة. بوريس جونسون، حمل معه في رحلة العودة علبة لحفظ انواع فخمة للسيجار الهافاني الذي كان يحب تدخينه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ولكن كان علامة مميزة لنائب الرئيس السابق ووزير الخارجية المعتقل لدي الامريكيين، طارق عزيز. فقد قام النائب في البرلمان، بنزع المحفظة او الصندوق من فيلا عزيز التي نهبت. ويذكر ان بوريس جونسون العائد من بغداد قد تحدث عن التذكار الذي حمله معه من العراق عندما شارك في احد البرامج الاخبارية، والان بعد خمسة اعوام من الحادث، يتلقي جونسون رسالة من وحدة الفنون والمقتنيات الاثرية التابعة لشرطة لندن رسالة تدعوه فيها لاعادة المحفظة لان سرقة المقتنيات الاثرية وجلبها من الخارج تعتبر امرا خطيرا . ويعتقد جونسون الذي رشح نفسه لانتخابات مجلس عمدة لندن، التي ستعقد في شهر ايار (مايو) القادم ان هذه لعبة قذرة من المعارضة لحملته التي يطمح فيها لهزيمة اشهر عمدة للندن، منذ الاعلان عن هذا المنصب قبل ثماني سنوات، كين ليفنغستون. وتقول مصادر صحافية ان الشرطة البريطانية قد علمت بوجود المحفظة قبل عدة ايام مع انها بحوزة النائب عن منطقة هينلي، منذ خمسة اعوام، وبحسب رسالة الشرطة تم لفت انتباه الشرطة لتقارير تقترح ان بحوزتكم قطعة من الممتلكات الثقافية العراقية تعود لعنوان (لبيت) طارق عزيز . وتقترح الرسالة علي النائب ارجاع القطعة لشرطة سكوتلنديارد لمزيد من التحقيق . واقترحت تقارير ان دعوة الشرطة له للتحقيق حول القطعة قد تؤثر علي برنامجه الانتخابي الذي يضع مكافحة الجريمة في العاصمة كأولوية للمرشح. وهاجم جونسون ما اسماها بيروقراطية الشرطة. وكان جونسون قد كتب في مقاله الاسبوعي الذي كانت تنشره ديلي تلغراف عن رحلته للعاصمة بغداد، بعد شهر من سقوطها، اي في ايار (مايو) 2003، حيث زار فيلا كانت مسكنا لعزيز وقد تهدمت وعمتها الفوضي بسبب النهب. وتحدث جونسون في حينه، عن اشرطة موسيقي وكتب بالانكليزية، واضاف قائلا لاحظت شيئا مرميا علي الارض، وكان محفظة جلدية حمراء للسيجار الفاخر، ويمكن ان يحفظ فيها ثلاثة سجائر من النوع الفاخر المعروف بونستون تشرتشل محب آخر للسيجار ، وكانت مرمية في القاعة الامامية في بيت طارق عزيز المعروف بحبه للسيجار، وكانت، ان لم يخني حدسي، علبة طارق عزيز، وبشكل حدسي، قمت بالتقاطها عن الارض وتحسستها، وقلت لنفسي، هذه العلبة دخلت وشاركت في كل الاجتماعات المغلقة لمجلس الثورة لحزب البعث، ولو كانت هناك اي فرصة لكي يكشف فيها صدام حسين عن مكان وجود اسلحة الدمار الشامل، فان وجود هذه المحفظة في هذه الغرفة كانت واحدة من هذه الفرص، ولهذا التقطتها . ويضيف جونسون قائلا بحس ساخر كان محبا للظهور، وقياديا مقنعا للارهاب، وقد فكرت بأخذ علبة سيجاره بشكل مؤقت لكي احفظها في مكان آمن، لاني لو تركتها، فانها ستقع طبعا في يد شخص اكثر عدوانية لطارق عزيز مني . ويقول اذا اراد استرجاعها، فافترض انه يمكن الحصول عليها ، وهو تعليق ساخر، لان النائب يعرف ان عزيز المسجون منذ خمسة اعوام، ستكون علبة سيجاره آخر ما يفكر فيه. وبحسب صحيفة الاندبندنت فقد رد جونسون علي التحقيق بعصبية حيث قال هناك اكثر من 18 الف جريمة في لندن، ولا تجد الشرطة الا ان تكتب لي الان عن هذه القضية الثانوية . وبحسب مسؤول في الشرطة ان سكوتلند يارد تتعامل مع عدد من الدول بما فيها العراق لاستعادة قطع اثرية ومقتنيات ذات طابع ثقافي، وتتعامل مع قضية السرقة من الخارج بشكل جدي. شرطة لندن تطلب من نائب طامح لمنصب عمدة لندن اعادة علبة سيجار سرقها من فيلا طارق عزيز