القاهرة- عندما ضاعت فلسطين وتشرد أهلها عبر نكبات متتالية ما بين 1948 و1967، لم يكن العرب والمسلمون الذين تقل أعمارهم الآن عن الخمسين عاما قد أتوا إلى الحياة، أو كانوا أطفالا يملكون من الأماني والآمال أكثر بكثير مما يملكون من الأفعال. معظم هؤلاء ربما حدثتهم أنفسهم أو جالت في خاطرهم أحلام يقظة عما كانوا سيفعلونه لو ملكوا "سلطة الفعل" عندما كانت فلسطين تضيع، كما الأندلس، قطعة وراء أخرى، ولربما أيضا لاموا آباء وأجدادا لهم لكونهم تركوا بيت المقدس يتسرب من بين أيديهم. الآن، وقد كبر الأطفال وبلغوا أشدهم، فماذا هم فاعلون كي لا تضيع "فلسطين البشر" كما ضاعت "فلسطين الحجر". وإذا كان الفلسطينيون تعلموا من درس آبائهم وأجدادهم، وتمسكوا بالبقاء في أرضهم، -لا فرق بين أن يكونوا فوقها أو تحت ثراها- فكيف نكون إيجابيين في نصرتنا لهم، كي نعينهم على الصمود والثبات أمام عدوهم، الذي توعدهم يوم الجمعة الماضية ب"هولوكست" راح ضحيتها منذ فجر السبت 1-3-2008 أكثر من 70 شهيدا و18 جريحا بينهم نساء وأطفال ورضع. وكما يبدع الفلسطينيون في صمودهم ومقاومتهم، فإنهم بحاجة لمن يبدع في نصرتهم، وألا نكتفي بصب اللعنات على الحكام ولا حتى الاحتلال أو الأمريكيين. الإبداع في النصرة قد يكون في الدعاء الذي هو مفتاح النصر، أو برسالة يتم نشرها عبر شبكة الإنترنت، أو مجموعة صور وشهادات توثق ل"هولوكست غزة"، وتفضح مجازر الاحتلال، أو فكرة خلاقة لتحريك الشارع العربي وإشعال فتيل غضبه، أو طرح طريقة مبتكرة لتوصيل الغذاء والدواء إلى المحاصرين في غزة. وغير ذلك من الأفكار التي تفسح "إسلام أون لاين.نت" المجال لقرائها من أجل طرحها عبر هذه المساحة، وذلك من خلال الضغط على نافذة "أضف تعليقك".